الراصد: في الغرب عندما تقدم خدمة لأي مؤسسة و تحصل مقابلها على ورقة نقدية واحدة، لابد أن تقدّم تبرير، من أين جاءت هذه الورقة ولماذا أخذتها وإلا تدخل في مسلسل سين وجيم لا قبل لك به! لكن لماذا نذهب إلى الغرب، فالنقل تونس، قريبة جدا من جغرافيتنا، عندما يذهب طالب لدفع الرسوم الدراسية أو إيداع مبلغ مالي في حسابه، يرفض البنك وترفض المؤسسة التعليمية، حتى يعطي دليلا على مصدر المبلغ، لأن القضاء حاضر ويرعى الفساد وتهريب الأموال، أما عندنا فالقصة مختلفة، يقيم عاطل عن العمل أكبر حفل كرنفالي باسم الثقافة والسياحة في ظل أزمة خانقة طمي مياه الشرب وغرق مناطق واسعة شرق البلاد بالسيول والامطار، وتهرع أشباه النخب إليه من كل حدب وصوب، ولا يُطرح السؤال كيف تم تمويل المهرجان؟ ماهي الجهات المانحة وعلى اي أساس قدمت المنحة المالية باسم الشعب أم حبا في الثقافة؟
لكن لاخوف على حقوق وراءها مطالب، فعلي بانغو ولد في قصر والده وعاش مترفًا، وتقلد حقيبة وزارة الدفاع والخارجية وهو في ريعان شبابه ثم ورث الحكم عن والده 14 عامًا من السيادة والحصانة المطلقة، واليوم يقبع في حجرة معزولة، ويتوسل للعالم طلبًا للشفقة، وصودرت حتى الآن 7 مليارات من الفرانك الافريقي وحجرت قصور و أملاكه في فرنسا، لو سألته إن كان يتوقع يوما ظرفًا كهذا لأجاب بألف لا وكلا، قال تعالى في محكم التنزيل "وتلك الأيام نداولها بين النّاس.."!!