بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
فوجئنا صباح اليوم على المستوى الوطني بمأساة مواطن موريتاني كان قد أستُدعيَّ إلى مفوضية الشرطة بمقاطعة السبخة ليل البارحة، المواطن عمار جوب الذي دخل راجلا إلى مبنى المفوضية و أُخرِجَ منها جنازة على هيئة مأساة وطنية هزت أركان البلاد و ضمائر العباد.
تحيلنا هذه المأساة إلى مثيلتها التي راح ضحيتها المرحوم ( الصوفي) قبل أسابيع قليلة و التي لم يتسنى للقضاء أن يبت فيها بعد ، ولازالت قيد التحقيق القضائي ! كذلك جريمة التعذيب التي مورست في حق المرحوم أحمد ول أكار و غيرها من القضايا المشابهة.
إننا نعتبر السكوت على مثل هذه الجرائم التى تحدث داخل المباني الأمنية الرسمية تحت أي ظرف ، استجوابا كان أو تحقيقا ، جريمة تضاف إلى جرم التعذيب البدني أو القهر النفسي المرتكب في حق المواطن الضحية و كذلك في حق الإنسان و الإنسانية.
ندين تعنيف المواطنين و نرفض المساس بكرامة الإنسان و نقف صفا متماسكا ضد التعذيب و العبث بحياة الأفراد و نطالب بفورية الإجراءات اللازمة لمعاقبة الجناة.
إن ثقة المواطنين- و الحال هذه- في الجهات المسؤولة عن أمنهم باتت تنخرها هذه التصرفات الموغلة في العبث بحياة الأفراد و أمن الجماعات، الثقة التي لا يمكن تجاوزها تحت ظل دولة القانون وسيادة القضاء و تلازم السلطة بالمسؤولية و في أكناف وحدة التعايش .
إننا نحمل الجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة مسؤولية الوقوف الصارم والحاسم في وجه المساس بأمن الناس وأمانهم و نعول على القضاء في تنشيط آلياته المُحكمة لبسط سلطة القانون لمعاقبة الجناة و لإرساء دولة العدل .
ثم إننا نهيب بالمواطن رغم وجعنا الكبير، عن أي سلوك فوضوي
أو ردود أفعال عنيفة قد تؤذي لحمتنا الإجتماعية أو تستبيح قيم السلم و السلام داخل مجتمعنا المسالم .
و نتقدم بتعازينا القلبية إلى أسرة الفقيد عمار جوب و إلى الشعب الموريتاني الذي أصيب في حسه و وجدانه إثر هذا المصاب الأليم و نسأل الله أن يرحم الفقيد رحمة واسعة و يلهم أهل الأمر سُبل رفع كلمة القانون تحقيقا للعدل لبسط الأمن و الأمان .
يحيى اللود.
نائب عن دائرة أمريكا الشمالية.
بتاريخ 29 مايو 2023