الراصد : اثار اعتقال بيرام ولد الداه اعبيد تساؤلات عدة لدى الراي العام الذي تابع منذ فترة تصريحات كثيرة تهدد السلم الاهلي من بعض الفاعلين السياسيين من الاغلبية دون ان يخضعوا للمساءلة على الاقل مما يوضح ان السلطة التنفيذية تكيل بمكيالين و تستهدف بيرام فقط لحاجة في نفس يعقوب .
الجميع يتذكر تصريحات القاسم ولد بلالي مرشح حزب الكرامة المنضوي تحت لواء الاغلبية حيث قال في مهرجان انتخابي على مستوى العاصمة الاقتصادية و اثناء الحملة انه سيحرق مدينة نواذيب في حالة عدم نجاحه الكلمة موثقة بالصوت و الصورة و متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي و مرت دون ان يعتقل صاحبها او يخضع للمساءلة .
بعد القاسم ولد بلالي و في مدينة تنبدغة سليل الامارة التقليدية في منطقة الحوظ يهدد الدولة بشكل رسمي و هو احد المنضوين تحت مظلة الاغلبية ايضا و يقول في العلن و بين انصاره انه لن يقبل تنصيب العمدة المنتخب بالتزوير الا على الجثث و يلمح انهم لا يزالون يحتفظون باسلحتهم و ان” الحوظ ملكهم ” و مر تصريحه مرور الكرام .
بيرام صرح و احتج و رفض لحظة خنوع المعارضة التي استهلكها النظام بعد ان ظنت ان الرئيس لا يخلف وعده فدعمته و ساعدت على تمرير سياساته و السكوت عن مفاسده طمعا في المشاركة او خلق مناخ من التنافس السياسي الشفاف يتيح لها فرصة تحقيق رصيد من التمثيل المتوازن .
و لكن صدمة 13 مايوا جعلت ما يسمى بالمعارضة مذهولة و تخرج خالية الوفاض و مشتتة و لا تملك اي شيئ حتى احترام الشارع .
و من الواضح ان النظام الذي يدفع الجميع الى الخنوع و ساعدته المعارضة من باب آخر في كبت حرية المواطن البسيط بقوانين جائرة على غرار قانون الرموز هاهي اليوم تتجرع المرارة من نفس الكأس و يمنعها النظام من حق التظاهر و يراهن على عدم اتفاقها على اي شيئ في المستقبل لان قرار اهم احزابها في يد الداخلية و ان شذ بعضها فمرجعه في الاخير لن يخرج عن دائرة البارون قرار التظاهر اليوم الخميس هو ليس اكثر من تلميع السياسي لصورة بالغة التشويه .
لان النظام يعرف انه نجح في تغيير البنية الهيكلية لمجموعة من الاحزاب و دخل في اعادة تشكيلها و تركها في خندقها السياسي التقليدي ليكون ظاهرها معارضة و باطنها تمرير سياسة النظام من خلال التثبيط و التخاذل و عدم الانسجام مع الاطراف المعادية بشكل حقيقي له “.
ببيرام اليوم هو الحاضر القوي في الشارع بعد التغييب القسري لولد عبد العزيز عن الساحة السياسية من خلال محكمة تفتقد كل شروط النزاهة و لكنها على الاقل حققت للنظام الانفراد ببرام الداه اعبيد لتصفيته سياسيا من خلال تاويل كلامه الواضح ، و الذي بين من خلاله ان النظام بتزوير ارادة الشعب يدفع الناس الى العنف ضاربا المثل بايام ولد الطايع .
هنا اصطادت المخابرات في المياه العكرة و أولت كلام برام لتشويه صورته و اظهاره في صورة المتطرف لدفعه الى التراجع خطوة الى الوراء حيث مربع التفاهمات الضيقة ، او تبرير اخراجه هو الآخر من المشهد ليكون في خانة ولد العبد العزيز و ان اختلفت التهمة و اختلف ايضا الانصار فعلى الاقل انصار برام يملكون قدرا من التضحية يحسب له حسابه .
المهم ان اعتقال برام اوضح عنصرية النظام و طبقيته و استهدافه للخارجين عن طوعه و مضيه قدما في سياسة تقييد الحريات و فرض سياسة العصى و الجزرة .