الراصد: أعلنت، أسماء الموساوي، زوجة الصحفي المغربي المسجون، توفيق بوعشرين، أنها قررت نزولا عند طلب زوجها وضع أربع شكايات لدى 4 مؤسسات حكومية مختلفة بشأن "الوضع اللا إنساني" الذي يعيشه داخل السجن.
وكشفت زوجة ناشر صحيفة "أخبار اليوم" المحكوم بـ 15 سنة سجنا في قضية "اعتداءات جنسية"، أنها وضعت شكايات لدى كل من رئاسة النيابة العامة والمجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بخصوص أوضاع الصحفي داخل سجن "العرجات 2"، ضواحي الرباط.
وقالت الموساوي، في بيان على صفحتها على فيسبوك، الجمعة، إنها وبعد "انقطاع الاتصالات من توفيق طيلة الأيام الماضية، وبعد اعتصامها أمام السجن من دون تلقي أي معلومة حول وضعه، توصلت باتصال هاتفي من زوجها أخبرها فيها بسلسلة إجراءات عقابية تم اتخاذها ضده لمجرد مطالبته بالعلاج في ظروف تحترم فيها كرامته الآدمية".
وأبرزت الموساوي، أن إدارة السجن قامت بـ"حرمان بوعشرين من الوجبات التي وصفها له الطبيب نظرا لمعاناته من مرض السكري نوع 2، وتقليص مدة الفسحة إلى ساعة في اليوم بدل ساعتين ضدا على توصية الطبيب له بالحركة والمشي بسبب معاناته مع السكري ومشاكل في الدورة الدموية"، بالإضافة إلى "تقييد حقه في الاتصال ليتقلص إلى مرتين في الأسبوع فقط لمدة 10 دقائق تشمل الزوجة والأطفال و إخوته".
ونقلت الزوجة عن الصحفي المغربي قوله إنه "لم يقم بأي مخالفة داخل السجن تترتب عليها عقوبات"، مضيفا أنه "يعرف جيدا من وراء هذه الممارسات، وعلى وعيه بأن ما يقترف في حقه من انتهاكات هي تعليمات فوقية تتجاوز حدود الإدارة المحلية".
وطالبت أسرة الصحفي المسؤولين والهيئات الحقوقية، بـ"التدخل العاجل بكل الوسائل المتاحة لإغاثة بوعشرين الذي يتعرض حسبها، لما لا يطاق من أصناف العذاب الجسدي والنفسي أضيفت إلى عذاب سلب حريته".
والأسبوع الماضي، ردت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على بيان أول لزوجة الصحفي المغربي، تضمن ما وصفته المندوبية بـ"مزاعم معاناته من آلام على مستوى الكتف، ورفضه الخروج إلى المستشفى الخارجي مرتديا اللباس الجنائي لما ذلك من مس بكرامته".
و جاء في توضيحات مندوبية السجون أن "السجين المذكور يتمتع بالرعاية الصحية اللازمة، سواء داخل المؤسسة أو بالمستشفيات الخارجية"، كاشفة أنه "سبق أن استفاد من فحوصات داخلية عديدة، منها 26 فحصا بالسجن المحلي عين البرجة و43 فحصا بالسجن المحلي العرجات 2، إضافة إلى سبعة تحاليل وخمسة فحوصات في طب الأسنان، وصفت له بعدها الأدوية المناسبة لحالته".
وأضافت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في بلاغ لها، أن "السجين أخرج إلى المستشفى الخارجي 11 مرة مرتديا الزي الجنائي ومصفدا، وهي الإجراءات الأمنية المطبقة على جميع النزلاء دون تمييز".
واعتقل بوعشرين عام 2018، وظل يؤكد أن محاكمته في قضيّة الاعتداءات الجنسيّة "سياسيّة" ومرتبطة بافتتاحيّاته المنتقِدة في صحيفة "أخبار اليوم"، التي كان مدير نشرها وتوقفت عن الصدور في العام 2021. وأثارت محاكمته انتقادات نشطاء حقوقيين داخل المغرب وخارجه، بحسب فرانس برس.
وتكررت هذه الانتقادات في محاكمتي صحافيين آخرين هما عمر الراضي وسليمان الريسوني. وهما معتقلان منذ 2020 ويقضيان عقوبتين بالسجن مدتهما 6 و5 أعوام تواليا، في قضيتي اعتداء جنسي متفرقتين، مع إضافة تهمة "تخابر" للأول.
والعام الماضي دان تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش استخدام "تقنيات قمعية" لإسكات صحافيين ومعارضين في المغرب، بمحاكمات في قضايا اعتداءات جنسية.
وفي مواجهة هذه الانتقادات تؤكد السلطات المغربية دوما بأن هؤلاء الصحافيين حوكموا في قضايا حق عام لا علاقة لها بحرية الصحافة، مشددة على استقلالية القضاء.