الراصد : من الأهداف الأساسية التي ميزت مسعى جميع ديمقراطيات العالم مبدأ احترام وصيانة الكرامة الإنسانية، من جهة إقرار الحقوق النظرية للإنسان، واحترام القواعد الأساسية لتنفيذ تلك الحقوق من جهة ثانية.
وتجربة الديمقراطيات في العالم الثالث شابتها نواقص من أشنعها في بلادنا حضور المال السياسي والضغوط التي تمارسها الوصاية التقليدية في المجتمع على الأفراد، وما عمت به بلوى شراء الذمم في المناسبات الانتخابية نقضاً للقانون وقيم المجتمع وتقاليد التجارب الديمقراطية الصحيحة في العالم كله.
شراء الذمم في حملاتنا الانتخابية صار فعلا روتينيا ونتيجته تطاير الوعود بالحصول على حد أدنى من فرز سليم لممثلي المجتمع المدافعين عن حقوقه ومصالحه ومطالب كادحيه المشروعة وظهور طوابير من متقاعدي الترهل الإداري وتجار الممنوعات والمتحايلين على المال العام والمتابَعين في قضايا عظيمة يحتلون الصفوف الأمامية لمختلف الهيئات المنتخبة ، آمنين صولة الحق وغضبة المحرومين الذين تؤكد حتميات الزمن والتاريخ أن صحوتهم قريبة قادمة في يومٍ عاصف، يوجع رمحه الظالمين وتنهي صولته الظافرة زيف الباطل وتنصف فعلا لا قولا البلاد وتسمح لأهلها أن ينعموا بما حباهم الله به من خيراتِ وطن وفيرة، تحول دونها جماعات لا ترتاح إلا مع طقوس الدفن ولا تطرب إلا على أنين المآتم.
من ص/ الناشط و المدون hacen abbe