الراصد: كان النظام السياسي الحالي يأكل - على حد تعبير أهل الإبل - من ذروة (ماهي لاحْگه ذاكْ)، تركها له النظام السابق، أو النسخة السابقة، دون أن يسعى هو إلى مصدر جديد لتغذية نفسه وتنميتها.
واليوم، وبعد أن صارت الذروة الأولى قوتا للأجنحة المتصارعة، و(اگزانتْ) الحزب، بدا النظام منهارا ومهزوما، لا يشكل مستقبلا للمجتمع التقليدي، ولا لأحزاب حاول ترويضها منذ مجيئه واختراقها. أما المجتمع الطافي والجمهور، فليس بينه وبين هذا النظام من سبيل، أو خطاب أو توجُّه، أو أذرع أو تنظيم، ولا حتى معارضة.
وقد ظهر للجميع أن تقريب النظام للمعارضة وقبول المعارضة لذلك التقريب كان انتحارا لكلا الطرفين. حتى إن الصف الثاني والثالث من أحزاب الأغلبية صار أحسن موقعا. خلافا لما كان في عهد معاوية ولد الطايع ومحمد ولد عبد العزيز من معارضة حقيقية، استفاد النظامان من وجودها، واستفادت هي من معارضتهما.