الراصد: في الجمهورية الغارقة في بحور دماء ابنائها المبعدين عن حياضها المنسيين في حظائرها يسعفك المشهد الحزين بصورة مركبة ومعقدة لوطن غني وشعب فقير ظل ينعم بحرية تعبيره يسد بها رمقه ينفخ بها رئتيه يصدح ملئ حنجرته بأوجاعه وهمومه ويهزء من دنياه العابثة بكل احلامه وفي عمق الصورة تنبت نخبة استمرأت جهل و سذاحة شعب جمعته اكراهات البقاء من صحاري شاسعة وحصرته في وطن أمشاج من نطف شتى عززت عذابها المشترك رحلة تحرر وهمي من الغزاة .
في لحظة هذ الوطن الراهنة ترتسم صورة الجشع تغلفها تبريرات سادة اليوم جياع الامس وهم يقلبون كل تعاليم السلف رأسا على عقب في مشهد تراجيدي عنيف يزيح بهرج وزيف ادعاء القوم وترسل اشارة خافتة عن حال الخائفين وهم في قمة الهرم و بأيديهم المرتعشة صناعة قرار مرتجل ومجتزء و متناقض مع اقوالهم في العمق وعبر الحواشي و بين سطوة الاسطورة المعدة من لدن مبتدئين لا يجيدون ساسة وقيادة وتوجيه البشر و لا بتحمل همه ووقف المه وتضميد جراحه النازفة اليوم بغزارة في مراكز أمن جمهورية الاجماع والاخلاق ٠
في عهدته الأولى غيب العنف الرسمي المحلى حتى لا اقول الوطني ارواحا بريئة مفعمة بالحياة ورغبة عيشها و شاركت دول الجوار في عمليات العنف بالحرق والقصف لمواطنين فقراء ولكنهم ابرياء حملوا زادهم ولم يطالبوا القوم بحصصهم بل طلبوها بعيدا على الحدود ولم تعقد النخبة المسيطرة حواجبها في وجوه القتلة ولم تستعرض قوتها وجبروتها لترهب شعبها عدوها كما تؤكد بطولة عناصر امنها وآثار سواعدهم على اجساد الضحايا في المخافر خلف القضبان حيث لا معين ولا منجاة من جريمة ترتكب مع سبق الاصرار والترصد و بدافع الحمية الجاهلية المقيتة
سيدي عيلال