عندما تقوم بزيارة لمواقع و صفحات الجاليات العربية في الولايات المتحدة الامريكية و كندا و أستراليا و حتى إفريقيا، تجدهم يتحدثون عن الفرص المتاحة، ويعلقوا على القوانين الجديدة المتعلقة بالهجرة وتسهيل الاجراءات ويملكون أنشطة منها بناء المساجد، تسهيل الزواج ودعم المقبلين عليه، إنشاء مدارس لتعليم العربية والقرآن، تقديم المساعدة للوافدين الجدد، تسهيل الوثائق لكل محتاج، عندما تزور مواقع وصفحات الجالية الموريتانية مثلًا في الولايات المتحدة الامريكية أو إفريقيا فلا حديث إلا عن السياسة المحلية و إنشاء الحفلات, و انتخاباتهم التي لا تنقطع ما إن تبدأ حتى تنتهي و ما إن تنتهي حتى تبدأ، وكأن حياتهم حملات انتخابية، الشجار على رئاسة المكتب والانشقاقات عن جماعة فلان ودعم علان وتهميش زيد واتهام عمر واستقبال غزواني ودعم عشاء لفلان وغداء لفلانة، والحفلة الفنية لكذا ويختم المشوار بألبوم لا ينتهي من رئيس مكتب الجالية يترجل من سيارة طويلة وأخرى قصيرة ويغيّر من هندامه يمينًا وشِمالا ويحتسي كأسًا هنا وهناك، أيّ نضج عند هؤلاء؟؟
الفرق شاسع والمحتوى متباعد والعقليات آسنة والأهداف مختلفة، مكاتب الجاليات هي الأخرى باتت إمتدادا للفساد الاجتماعي والأخلاقي والاستغلال السياسي والإستعراض والتباهي بدلًا من أن تكون لها فائدة لهذا الشاب المهجّر الذي ترك خلفه عائلة بكاملها تنتظر حل مشاكلها اليومية.
أنصح الشباب الموريتاني المغترب بالإبتعاد عن هذه المكاتب وتوفير وقته للدراسة والعمل وبناء الذات، لا تساهم في مثل هذا الجوق، ليس لديك وقت لتضيّعه، صدقني لا ينتظر شيء من مجموعة هذا حالها، احفظ نفسك بعيدا، امتنع عن التصويت لها أو الحضور لبذخها وترفها، إن كان لابد من حضور وتشجيع هذه الممارسات فلماذا السّفر إذا؟ مالهدف من ترك الوطن وهجران الأهل والأحبة إذا كنت ستمارس نفس المسلكيات البدائية والتي جعلتنا في ذيل الأمم؟