الراصد: تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم، معلومات جديدة في قضية اتهام نائبة رئيس البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي، بتلقي رشاوى من قطر، وتهديد الأخيرة لأوروبا بقطع الغاز عنها، بالإضافة الى ما حققته قطر من استضافتها لكأس العالم مع انتهاء البطولة وانتشار كوفيد في بريطانيا.
نبدأ جولتنا من التايمز وتقرير لمراسليها آندي كاراسافا في أثينا وبرونو ووترفيلد في بروكسل بعنوان: "قطر تحذر الاتحاد الأوروبي في قضية الرشوة: يمكننا بدورنا قطع الغاز عنكم".
يمكننا قطع الغاز عنكم
ويشير التقرير إلى أن قطر هددت بقطع إمدادات الطاقة عن بلجيكا وأوروبا بسبب الخلاف بشأن فضيحة الفساد التي هزت الاتحاد الأوروبي.
ولا تزال إيفا كايلي، عضوة البرلمان الأوروبي اليونانية ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي، محتجزة بعد أن صادرت الشرطة أموالاً تزيد قيمتها على 900 ألف يورو كانت داخل حقائب تعود لها ولزوجها الإيطالي فرانشيسكو جيورجي، أحد موظفي البرلمان الأوروبي.
وفي جلسة استماع بالمحكمة يوم الخميس، ستلقي كايلي (44 عاماً) باللوم على جيورجي، 35 عاماً، والد ابنتهما البالغة من العمر عامين، بتوريطها في هذه الفضيحة من دون علمها، بحسب ما قال محاميها لصحيفة التايمز.
وقدم ديميتراكوبولوس، المحامي الجنائي البارز في اليونان، المشورة لكايلي منذ أن داهمت الشرطة شقتها في بروكسل في 9 ديسمبر/كانون الأول ووجدت 150 ألف يورو بين الأمتعة، بحسب التايمز. وكانت الشرطة قد عثرت قبل ساعات من ذلك، على أكثر من 750 ألف يورو في حقيبة بغرفة فندق في بروكسل حيث كان والد كايلي ينزل.
وفي مداهمة أخرى لمنزل أنطونيو بانزيري، العضو الإيطالي السابق في البرلمان الأوروبي ورئيس جمعية خيرية، صادرت الشرطة 600 ألف يورو.
وقال المدعون بحسب ما أوردت الصحيفة عنهم إن المبلغ الإجمالي البالغ 1.5 مليون يورو هو صندوق رشوة يستخدم نيابة عن قطر. واشارت إلى انه يقال إن جيورجي قد اعترف بدوره.
ونقلت التايمز عن المحققين قولهم إن شبكة الرشوة أُنشئت بهدف مساعدة قطر في الوصول إلى نتيجة إيجابية في مسعاها للحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على اعفاء القطريين من شرط الحصول على التأشيرات لدخول الدول الأوروبية وفتح الأجواء الأوروبية امام الطيران القطري. وسبق أن جرى التفاوض على ذلك العام الماضي.
وبصفتها نائبة الرئيس ومسؤولة عن العلاقات مع الشرق الأوسط، يُزعم أن كايلي تصرفت بشكل غير ملائم للتأثير على أعضاء البرلمان الأوروبي الآخرين لصالح قطر.
وتشير الصحيفة إلى أنه رغم التقارير عن وفاة عمال خلال أعمال بناء الملاعب الخاصة بكأس العالم، وصفت الاشتراكية اليونانية الإمارة بأنها "رائدة في مجال حقوق العمال".
وستمثل كايلي، أمام المحكمة في بروكسل لحضور جلسة استماع و"ستصر على أن تحرك الاتحاد الأوروبي الأخير لإقامة روابط أوثق مع قطر، لا علاقة له بالفضيحة" بحسب التايمز.
وقال محاميها للصحيفة: "لا جدال في أن الاتحاد الأوروبي عازم على تعزيز العلاقات التجارية مع قطر"، مشيراً إلى أن إمدادات الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي المسال، أمر حيوي لأوروبا".
وأضاف: "أراد الاتحاد الأوروبي تأمين واردات طاقة لحماية مواطنيه من التجمد برداً هذا الشتاء. لم يكن لدى إيفا كايلي أي سلطة تنفيذية أو سلطة. لم تتصرف بمفردها".
وستتهم كايلي، بحسب التايمز، أعضاء البرلمان الأوروبي الآخرين بالاستعداد لدعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، لإلقاء كلمة أمام البرلمان الشهر المقبل.
ونفى البرلمان هذه المزاعم، لكن ديميتراكوبولوس قال إن "تحقيقاً مفصلاً" قد يورط البرلمان الأوروبي بأكمله في هذه الفضيحة.
وصوت أعضاء البرلمان الأوروبي يوم الجمعة، على تعليق التشريع الخاص بصفقة تحرير التأشيرات مع قطر وحظروا دخول جميع المسؤولين القطريين أو ممثلي الأعمال إلى البرلمان الأوروبي.
وجاء في بيان رسمي صادر عن بعثة قطر الرسمية إلى الاتحاد الأوروبي أن "قرار فرض مثل هذا التقييد التمييزي الذي يحد من الحوار والتعاون مع قطر قبل انتهاء العملية القانونية سيؤثر سلباً على التعاون الأمني الإقليمي والعالمي، فضلاً عن المناقشات حول الطاقة العالمية".
ونفى دبلوماسيون قطريون أي دور لقطر في فضيحة المال مقابل النفوذ، ونددوا بالتركيز فقط على قطر على الرغم من الاشتباه في تورط المغرب أيضاً في مسألة مماثلة بحسب التايمز.
وفي تحذير لبلجيكا ودول أوروبية أخرى، ذكّرت الدوحة بروكسل بأن القطريين هم موردون مهمون بشكل متزايد للغاز الطبيعي المسال. وقال البيان بحسب ما نقلته التايمز إن قطر "مورد مهم للغاز الطبيعي المسال لبلجيكا".
ننتقل الى صحيفة التلغراف ومقال رأي بعنوان: "كرة القدم رائعة، لكن السحابة القاتمة باقية".
وأشارت الصحيفة الى أن قطر فازت بالمسابقة على الرغم من عدم وجود أي تقليد كروي واضح في البلاد وحقيقة أنه لا يمكن إقامتها في الصيف".
واعتبرت أنه "كما هو الحال غالباً عندما تتدخل الأحداث الخارجية في الرياضة، تنتصر المنافسة"، لتقول أخيراً انه وفي النهاية، وعلى الرغم من كل الجدل الذي سبقها، فإن معظم عشاق كرة القدم سيتذكرون بطولة قطر 2022.
وِأشارت الصحيفة الى انه وعلى الرغم من تهديد كل من المغرب وكرواتيا للحظة، للنظام الكروي العالمي القائم، إلا أن الأمر انتهى بنهائي مثير من قبل دولتين ظهرتا في النهائيات ثماني مرات وفازتا بالكأس مرتين. وانتصر منتخب الأرجنتين بركلات الترجيح.
واعتبرت الصحيفة انه "حتى لو عاشت مهارات ميسي وإمبابي طويلاً في الذاكرة الرياضية الجماعية، فلا يمكن تجاهل الجغرافيا السياسية" المحيطة بالحدث.
إذ كانت هذه "لحظة محورية لقطر التي سيعتبر حكامها أنهم الفائزون الحقيقيون" بحسب التلغراف.
وتفسر الصحيفة ذلك بالقول ان الدولة الصغيرة الغنية بالغاز تقع على حدود المملكة العربية السعودية، التي "كانت العلاقات معها بعيدة كل البعد عن الودية لأنها تتنافس على النفوذ الإقليمي".
وأضافت انه في السنوات القليلة الماضية، ورد أن السعوديين "هددوا بتحويل قطر إلى جزيرة من خلال بناء قناة لقطعها عن شبه الجزيرة"، بينما قطعت دول عربية أخرى العلاقات معها أيضاً لأسباب متنوعة.
وتشير التلغراف الى انه في الغرب، تتهم قطر بـ "الغسيل الرياضي" بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، وخاصة تجاه المثليين جنسياً.
لكن بالنسبة لقطر، كانت هذه اعتبارات ثانوية، إذ كان الأمر الأهم يتعلق بالقوة الإقليمية والانتشار الدولي.
وتقول الصحيفة أن الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي في البلاد تجعل من المستحيل تجاهلها في فترة ارتفاع أسعار الطاقة. كما أنها تملك نادي كرة القدم الباريسي الذي يلعب فيه كل من ميسي وإمبابي.
واعتبرت التلغراف أن المملكة العربية السعودية كانت "تراقب نجاح جارتها بحسد كان مخفياً بالكاد وتفكر في تقديم ترشحها لاستضافة كأس العالم 2030 ودورة الألعاب الأولمبية 2036".
وأشارت إلى انه وإذا كان الأمر كذلك، فمن الضروري أن تكون العملية شفافة. واعتبرت أن "أي شيء أقل من ذلك سيجعل منح كأس العالم لقطر وروسيا أقل ريبة بالمقارنة".
وأخيراً من هيئة تحرير الإندبندنت ومقال رأي بعنوان: "يجب أن تكون حالات الإصابة بفيروس كوفيد المتزايدة جرس إنذار لكل واحد منا".
تشير الصحيفة الى أن كوفيد عاد الظهور وبقوة في المملكة المتحدة. وأنه كان هناك ارتفاع حاد في عدد الأشخاص الذين يحتاجون لعلاج في المستشفيات، مع وجود 6720 شخصاً في المستشفى مصابين بالفيروس حتى 14 ديسمبر/كانون الأول، مقارنة بـ5501 خلال الأسبوع السابق.
ويشعر أخصائيو هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، بحسب ما نقلت عنهم الإندبندنت، بالقلق من أن الأشخاص الذين يزورون أقاربهم المسنين خلال عيد الميلاد سينشرون المرض بشكل أكبر، ويحذرون من وصول عدد المرضى بكوفيد في المستشفيات الى 10000 بحلول نهاية العام.
وتأتي عودة الفيروس على رأس موسم الإنفلونزا "الخطير بشكل خاص"، حيث أشارت الصحيفة الى انه يوجد عدد أكبر من الأشخاص المصابين بالأنفلونزا في المستشفى مقارنةً بكوفيد، مما يخلق عبئاً مزدوجاً على المستشفيات.
واعتبرت الإندبندنت ان ذلك يجب أن يكون جرس إنذار للجميع. مشيرة الى ان التحدي هو الحد من انتشار كوفيد بطريقة "لا تقضي على الحريات التي استعدناها بعد الإغلاق في العامين ونصف العام الماضيين".
وترى أنه سيكون من المستحيل العودة إلى تلك القيود، التي كان لها تكاليف ضخمة من النواحي الاجتماعية والصحية والاقتصادية، وتستمر في التأثير علينا لعدة أشهر مقبلة.