الراصد : قالت آمنة بنت المختار رئيسة رابطة النساء معيلات الأٍسر بأن قضية الفتاة الفاشينستا مامة المصطفى والشاب سدوم ولد أحمد ولد آبه لم يتم علاجها بالشكل الصحيح من كافة الأطراف, سواء الشابين أو العائلات أو حتى المسطرة القضائية التي تركت عنصرا أساسيا في الملف وهو الإمام الذي وثق عقد النكاح.
وأضافت منت المختار في تصريح لرؤيا بوست بأن الرابطة توجه نداء للأسر والأهالي بضرورة الوعي أن الحياة لم تعد تسير كما كانت، ومعالجة القضايا الاجتماعية بعقلية الماضي والقبيلة والتعصب والتكبر لم تعد تصلح للعصر اليوم، لأننا-تقول بنت المختار- وللأسف في عصر العولمة والفساد الأخلاقي ولم يعد عصر القبيلة والتفاخر بالأنساب، وفي حال توافق اثنان وكانت الأسر راضية عن دين الخاطب وخلقه فمن المستحسن أن يتم الزواج درئا للمفسدة، وفي حال بحثت الأٍسرة عن النسب ستضيع ابنتهم وسيضيع النسب.
وطالبت الأٍسر الموريتانية بضرورة الوعي بأن النسب ليس شرطا دينيا في الزواج، كما دعت الشباب الموريتاني لاحترام القوانين والشريعة في حال رفضت أسرة تزويج ابنتها لرجل تريده وتتفق معه، “وقد كان عليهم التوجه للقضاء الجالس لأنه معني بالأحوال الشخصية ويمكنه تزويجهم بدل الوكيل”.
واستغربت منت المختار من كون الملف لم يتناول عنصرا أساسيا في هذه القضية، وقالت:”.. أنا لا ألوم مامة ولا ألوم سدوم بل ألوم إمام المسجد لأننا في هذه الحالة “نصوع الزرگه ونخلوا الزراگ” وتساءلت: لماذا لا تتم مسائلة هذا الأمام الذي جائته فتاة وشاب بدون وكيل ولم يوجههم للقاضي؟، وكان عليه أن يعلم بأنه ليس من صلاحياته تزويجهما بدون ولي.
وتابعت :”نصيحتي للشباب بالتوجه لقاضي المقاطعة وطرح قضيتهم وسيتم حلها، وفي حال تعذرت عليهم بالتوجه لمنظمات المجتمع المدني”، كما أن هذه القضايا_تضيف المتحدثة_ ليس من الانسب أن تتم فيها محاسبة الشباب اليافع لجهله بالكثير من القوانين والأعراف، بل تجب مسائلة الإمام الذي وثق عقد النكاح وتسائلت هل هذا الإمام فوق القانون؟
وتابعت بأنه على الرأي العام والعائلات التخلي عن العادات التي لا تقدم ولا تؤخر، “حيث أننا اليوم في القرن الواحد والعشرين من المعيب أن نربط الزواج بالنسب” .
وعبرت عن أسفها العميق كون قضية مامة وسدوم لم يتم تسييرها بالشكل الصحيح، لأن التضييق الأسري على الفتاة ليس صائبا وهو ما قادها لمحاولة الانتحار حيث كان عليهم تقبل الأمر.
وشددت على أن رغبة الفتاة ليست لها علاقة بالنسب، لأن الزواج اختيار وتفاهم والشرط فيه القبول، وليس من الحكمة وضع المتاريس أمام الراغبين في الزواج لأن قضايا النسب تقود للضياع والتقاليد البالية.
وقد أثارت قضية زواج الفتاة مامة بنت المصطفى الناشطة على موقع تيك توك والشاب سدوم ولد احمد ولد آبه جدلا واسعا ونقاشا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الشرع ومدونة الأحوال الشخصية أو قوانين الزواج، ومدى تأثير العادات والصور النمطية للمجتمع والتراتبية القبلية والطبقية في إتمام العلاقات الشرعية.
النقاش الذي تركز في البداية على مدى الصدمة التي احدثتها الفتاة لذويها بزواجها دون علمهم، في حين استفاق هؤلاء على حقيقة أنهم وضعوا المتاريس أمام إتمامها علاقة شرعية معلنة، ولم يعلم حراس الفضيلة هؤلاء كون الفتاة متحررة و مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليبادروا باللجوء للقضاء ما اجبر الشاب على طلاقها ومحاولتها الانتحار لاحقاً فهل إزهاق روح أو ضياعها أصوب أم البحث عن حل شرعي وقانوني بعيدا عن التعصب يتساءل متابعون؟