الراصد : بسم الله الرحمن الرحيم
*رسالة تظلم*
أنا الممرضة عيشة منت ختور تم إكتتابي في الوظيفة العمومية وحولت إلى الحوض الشرقي ثم تم تحويلي إلى نقطة صحية نائية ( العدالة) في مدينة باسكنو على الحدود المالية ..
ومع كل هذا لبيت واجب الوطن وارهاصات المهنة .
مع الوقت ألفت المكان واكتسبت احترام ادارتي ومحبة السكان وزادني ذلك تشبثا بمهنتي وهذا ما جعلني أنسى بعد المكان ووحشة الأهل..
يدير النقطة الصحية زميل لي منذ قرابة العقد من الزمن وكنت عونا له واتضح مع الوقت صواب قرار الادارة بزيادة طاقم النقطة الصحية ففي كمية من السكان كانت تحتاج فعلا خدمات اضافية خاصة النساء والتوليد وهو ما تكفلت به منذ وصولي بالإضافة إلى الخدمات التمريضية الإعتيادية..
ظلت الأمور تسير بشكل اعتيادي رغم بعض الاختلافات التي تحدث عادة بين العمال في إطار تقديم الخدمات الصحية ولم اعر الأمر كبير عناء فحق الزمالة اقدره وأصبر من أجله وهذا ما يعرفه عني كل من عملت معهم ..
السيد الوزير
ليس ما سردت أعلاه إلا مقدمة لما تعرضت له من استهداف وابتزاز واهانة، ففي صباح يوم عمل شاق بعد سهر على أداء مهمتي تفاجأت برئيس النقطة الصحية يقول لي:
عيشة عليك أن تذهبي فلا يمكن أن تواصلي العمل معي وأريدك أن تسلميلي السجلات..
تفاجأت فعلا وأنا التي انتظرت التشجيع أو الإشادة..
فكان ردي أنني هنا اعمل بمذكرة عمل صادرة من الادارة الجهوية للصحة بالحوض الشرقي ولا أذهب بهذا الأسلوب فلا المنشأة منزلك ولا شارع تخرجني منه بهذا الأسلوب المستفز ..
رفعت الأمر إلى الطبيب الرئيس برسالة أوضح فيها كلما جرى وانتظرت فلم يتغير شيء فقد منعني فعلا من أداء عملي وحال بيني وبين مرضاي رغم استنجادهم واستغرابهم..
رفعت الأمر إلى الادارة الجهوية برسالة مماثلة فكانت ذات المماطلة فتواصلت مع قسمي النقابي الذي أنتمي إليه وبعض زملاء المهنة محاولة أن يبقى الأمر في إطار الاسرة الواحدة لكن زميل المهنة صد كل تلك الجهود مكررا نفس العبارات لن نعمل معا..
كتبنا رسالة لوالي الحوض الشرقي مرفقة بكل التفاصيل فأمره بالعدول عن ما يفكر به وأن أداء المهام لا دخل للرغبات الشخصية فيه..
في يوم 21 اكتوبر أي بعد قرابة شهر من هذا المسلسل الدرامي ذهبت إلى مكان عملي فقد أعطى المسئول الأول في الولاية الأوامر وانتهى الأمر، لكن يبدو أن الزميل احمد جعل أوامر الوالي واستجداء الزملاء في سلة مهملاته المليئة بالرفض والغطرسة واستحقار الآخرين ويبدو أن طول المكوث في هذه النقطة الصحية جعله يتصور أنها ملك شخصي فلا عبرة عنده بأوامر الطبيب الرئيس والمدير الجهوي ورؤساء المصالح التابع لهم كما أنه فوق سلطة من يمثل رئيس الجمهورية…
السيد الوزير
لقد خرجت عن صمتي وواصلت الجلوس في المنزل ليس حبا في التغرب عن الأهل والمكوث في أقصى مكان من وطننا الحبيب..
كل هذا لأنني أعشق مهنتي وألتزم بحفظ حق الزمالة والمهنة ولكن لن أكون حلقة أخرى في مسلسل الغطرسة الذي يطبع تعامل بعض الزملاء وضحاياه كثر فلن ارضخ للرغبات الشخصية واستغلال النفوذ وإنما تحكمني قوانين العمل وتسيرني وليس غيرها..
سيدي الوزير :
أرفع إليكم هذا التظلم لإنصافي وحماية مهنتي مهنة العطاء والرحمة فلن أكون بصمتي ظهيرا للظالمين !
الممرضة عيشة منت ختور من النقطة الصحية بالعدالة التابعة لباسكنو