بنشاب : الرشوة جريمة ما في ذلك شك ولا ريب، ولكن هناك أفعال كثيرة تختلف عنها وإن انساقت معها في نسق واحد، فأنت قد تأجر عاملا على أن يقوم عنك بأداء إداري، وقد تكون الأجرة مسماة بالتحديد أو التلميح، أو متروكة بالمكارمة والمجاملة ...
وهنا، لم يوفق زميلنا الأستاذ محمد باب سعيد في مسلكه لمحاربة الرشوة، لأن العرض يمكن تصنيفه من زوايا متعددة، كما أن الحق قد تم استيفاؤه دون شرط، ويبقى التفاهم خارج ذلك النطاق مقام من مقامات المكارمة، وأدناها السكوت والإعراض ...
لكننا نتفهم الدواعي النبيلة التي حدت بالأستاذ إلى كشف المكالمات، إذا لم يكن هناك سبق إصرار وترصد، وإذا لم يكن هناك دفع لمبالغ محسوسة، تعوض الملموسة، وهذا يحدث في موازنة القيم المعنوية والمادية ...
ومهما يكن، فلنا أن نلتمس للاثنين أحسن المخارج، ونتلطف في أعراض الناس، (فالكذب أحرام والحگ ما لا بد من گولانو)، والرشوة ضرب من ضروب الفساد وجريمة يجب أن تحارب بعقلانية وبعيدا عن الاستهداف وتصفية الحسابات ...