الأطباء العامون غير المكتتبين يستنكرون تهميشهم...

الراصد: في بلد من الأسوأ عالميا على مؤشر الصحة.. لا زال النظام يصر على تهميش الأطباء وممارسة أشكال  الظلم عليهم.... و اصدر الأطباء العامون غير المكتتبين بيان انتقدوا فيه الإقصاء و التهميش الذي تتعرض له هذه الفئة من المجتمع.... 
بيان :

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيش الأطباء العامون غير المكتتبين وضعية صعبة ومؤلمة من البطالة الصريحة غير المُقنعة، ففي ظل توالي الأزمات الصحية في البلاد، والتي أظهرت فيها جائحة كوفيد 19 الحاجة الماسة إلى وجود طواقم طبية جاهزة كمًا وكيفًا، وفي ظل الحمى النزيفة التي سُجلت منها عدة حالات حديثا والتي تتطلب استنفارا صحيا ووطنيا شاملا، وفي ظل الحُمى الموسمية التي تعصف بالبلاد في هذه الفترة من العام وتستنزف الطاقات والطواقم الطبية، ويكاد لا يخلو بيت في البلاد من مصابٍ بها... 
في ظل كل هذه الظروف الصحية المريرة والمُعقدة يجلس الأطباء العامون في منازلهم متفرجين على ما يحصل في البلاد من أزمات صحية، يجلسون مكتوفي الأيدي، لا حول لهم ولا قوة، وهم من أفنوا شبابهم في دراسة الطب وتميزوا في الداخل والخارج، وهم من بإمكانهم بسواعدهم الفتية وعقولهم المُتوهجة وطاقاتهم أن يُخْرِجُوا البلد من هذه الوضعية الصحية، وهم من بإمكانهم بالجهد والسهر ومواصلة العمل أن يضعوا حدا بإذن الله لهذه الأزمات الصحية والعجز الحاد في الكوادر. 
وفي ظل اكتتاب صحي أعلنت الوزارة قُربَه، نعلن نحن الأطباء العامون غير المكتتبين أن أي اكتتاب لايشمل كافة الأطباء المتاحين (يتراوح العدد بين 120 و 150 طبيب عام غير مكتتب) والذين أحصتهم الوزارة قبل أيام، أي اكتتاب لايشمل كافة الأطباء هو أمر مرفوض ويشكل تلاعبا بمسار الحوار مع الأطباء وخِداعا لهم وللرأي العام خصوصا وأن اكتتاب جميع الأطباء سيشكل خطوة جادة وعملية لمواجهة الوضعية الصحية للبلد، وبالمقابل سيشكل اكتتاب عدد محدود من الأطباء كارثة صحية أخرى للبلد وهدرا لطاقات شابة جاهزة لخدمة الوطن بكل قواها. 
إننا نراقب ما سيحدث، ونرجو أن تُغلّب  الوزارة مصلحة البلد وحاجته، لكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، فواجبنا الوطني في هذه اللحظة الصحية التاريخية يتطلب تصعيدا ووقفات واحتجاجات، وخطوات تصعيدية أخرى سنعلن عنها في الوقت المناسب.
إننا نَمُدُّ يد الحوار، لكن اليد الأخرى تُمسكُ راية النضال من أجل الحقوق، ولن تسقُط أبدا، ولنا من صلابة العزم والقدرة على الصمود في سبيل الحق وصالحِ الوطن ما سيُفاجئ كل مستهين،  وسنبقى أوفياء لمصلحة وطننا وسنبذل كل جهد كي نتمكن من خدمته.

مكتب الأطباء العامين غير المكتتبين.
  انواكشوط, بتاريخ 20/09/2022