الراصد: كتب محمد ولد القاسم أحد الناجيين من حادث سونف الليلة البارحة :
ليلة البارحة كنت شاهدا على إحدى مذابح شركة النقل الرائدة في حوادث السير,وذات السجل الدموي,الشركة الغريبة في كل شيء حتى في مصدر تمويلها وتسميتها ; شركة SONEF.
نجوت بفضل الله مع أنني أصبت برضوض وبجرح عميق في الرأس.تأخر وصول الدرك حوالي نصف ساعة,وتأخرت سيارات الإسعاف لأكثر من ساعة,ومع ذلك حظينا برعاية جيدة من قبل المسعفين ومن قبل طاقم مستشفى بتلميت ورجال الدرك ,على الأقل من حيث استعداد وجدية الأفراد,مع التذكير بتواضع الوسائل المادية لدى المسعفين ولدى مستشفى حمد,فقد اضطرروا لخياطة جروح في رأسي دون تخدير ربما لعدم توفر المخدر الموضعى المعروف ب ليدوكايين فكانت كل غرسة بمثابة كية من نار.
أنات واستغاثاث أحد الذين قضوا في الحادث(رحمه الله) أمام عجز الناجين من الحادث عن تقديم أي مساعدة ,و صراخ أحد الركاب الذي علقت والدته تحت مقاعد الحافلة,وبعض التفاصيل الأخرى شغلت البعض عن آلامه الشخصية.
وهنا أود التذكير بأن سبب حوادث السير هو سلوك السائقين وليس رداءة الطرق,والدليل أن كل الحوادث المميتة وقعت على المقاطع المرممة من الطريق.
تصوروا أن ذلك السائق النذل الذي تسبب في هذه المأساة كان يسير بسرعة 150كلم /الساعة أثناء هطول المطر ولم يعر أي اهتمام لطلبات الركاب بضرورة توخي الحذر.
من جهة أخرى,فإن الشركة المذكورة تقتني باصات صينية رخيصة الثمن تتخلص منها بعد مدة قصيرة من الاستخدام,ويبدو أن خسارتهم لعدد من الحافلات في أسبوع واحد أمر هين,ولا يؤثر على سلوك سائقي هذه الشركة;ففي هذا الاسبوع احترق باص لسونف بين مكطع لحجار وصنكرافة,وانقلب آخر قرب كامور,وانقلبت الحافلة المشؤومة ليلة البارحة غرب بتلميت,لن يغير هذا شيئا بالنظر لحوادث سابقة مماثلة.
ختاما,أنصحكم أعزائي بتجنب السفر على متن حافلات الموت,ف “النفس مودعه”.
رحم الله المتوفين من رفاقي في السفر وشفى الجرحى,ويوضع أشويركة سونف.