قِصَّة حُبٍّ على الرِّيق. .........ا

خميس, 11/08/2022 - 09:46

الراصد: يُحكى أنَّ حاكم مُقاطعة من مُقاطعاتنا الداخلية، ربطته علاقة عاطفية بحسناء من مدينة حاكميته، من عامَّة الناس.. كان وضْعهما مُنسجمًا على صفيح من عسل،.. إلى أن استوطن المدينة مُحدثُ ثَراءٍ مُبْهم، فنسج شِبَاكَ قنْصٍ على مقاس الحسناء، رصَّعهَا بالهدايا المُتملِّقة،.. فاصطادها!، 
تقلَّبَ قَلْب الطَّماعة فَانْقَلب على الحاكم وتَحجَّر، وقد ولَّهَهُ بريق التَّرف الموعود..، 
استيقظ الحاكم المُتيَّم على اختراق خارجي يُلقي بقلبه على باب الله،.. استيقظ على سَرْج حبّه وقد امتطاه عاشق دَسِمٌ، مُتمرِّس في ركوب العواطف بالمال، .. 

كان الحاكم، يومَ كان خير زائرٍ في غابر ليالي الأُنس،..  ينزل من سيارته المُهابة بوسمها الحكومي، يجتاز الطريق باتجاه بيت الفتاة وهو يصفِّر مُلحِّنًا احساس اللقاء بمحبوبته، ومُنَبِّها بقدومه السعيد،.. والفتاة تَطربُ لتصفيره وتَسْتزيد، بل تفتحُ بِهِ وجدانها على مَهبِّ "التّبْراع" وتَهِيم،.. 

المُستفزَّة، لم تُخيّب سوء ظَنَّ الحاكم بها، حين خرج إليها يطلب عدالة القلب، استقبلته بتغزُّل صَريح في غريمه الوافد الثَّري،.. وظَهرتْ على غير ما تعوَّد منها، بأن طلبت منه بتَطاوُلٍ مُتأفِّف ألاَّ يزعِجها بالتَّرنم بالتَّصفير حين زيارته، لأنَّ... "اتْصُوفيرْ إجيبْ لحْنوشَ"!   ... أمسى خبلا ما كان الْهاما!..

تَصبَّر الحاكم "المَحْلوق" يُساهرُ السُّهد، علَّه يَستَدرج عواطف المُتمرَّدة وُدِّيًا، فالعواطف لا تُستجلب بمُذكِّرات التَّوقيف،..
ظلَّت العشيقة البراغماتية مُسترسلة في تذكيره "بِدَفْرتِه" المُزْمنة، مُقارنة بالمحتلِّ الذي نادَتْ به ثَروته مَلِكًا على أحلامها،.. وقد طَمرها بكمِّيات تجاريَّة من مُغريات البُسطاء،.. وَوَعَدَها بمقامٍ في السَّماء!..
 بينما الحاكم سِرُّ الحُكومة، يريد تَسَنُّم سُدَّة قلبها بحريرِ كَلامٍ.. على يَبَس. 
 
في الوقت بَدَل الضَّائع رَبَط الحاكم "المگْلوف" على تمزُّقه، وقرَّر أن يستخدم أقدس أسلحته وهو يَهُمُّ بالانسحاب حَقْنًا للعواطف،.. استجمع أشلاءَ حميَّةٍ لهَيْبةٍ هادَن في إهانتها..، ثُمَّ رفع صوته ليُنَبِّهَ البَلْهاء اللّعُوب على سوء تقديرها، وسَدَّدَ قائلا:
 « يَسْوَ، يَغِيْر خَالِگْ شِ بَعْدْ!..  خَاْلْگَ اتْبُونْجِيرَ مِنْ گَارْدْ (Garde) كل صِبْحَايَ، واتْكَارِيِّتْ اكْعَبْ، عندُ هُونْ ألاَّنَ وحدي!..»

يملك السُّلطة!

موجبه والي انواذيبُ.. Garde  garde! ، الله يلطف ... 

الحرس، أول قُوّة عسكريّة في هذه الأرض،.. أنشَأتْها فرنسا في موريتانيا المستعمرة في بداية العشرينات من القرن الماضي، ولعب دور البوليس المدني تحت قيّادة وفي خدمةِ الحاكم الفرنسي، "گُفِرْ"، وكان يُسمَّى حينها "حرس الدّائرة".
وبعد قرن من إنشائه، وبعد ستَّة عقودٍ من الاستقلال، مازالت عقلية بعض" گُفراتْ" اليوم تَستغيث "بگاردْ" لتَحتَمي به من وَخْزِ أنَّاتِ المواطنين.

هذه العقلية المُتحجِّرة لن تَستَلطفها تنميَّة المدينة النَّاعمة Port-Etienne   ولا تليق "بتامريگيت" ماجدة، تَصنع مَجدها بأصابعها.
 لُطفاً سيدي ب  les Stéphanois ،  فهم قوم مَدَن لا يستسيغون العجرفة.

سيّدي الوالي، سادتي الولاَّة،  "گارد" لم يَعُد «حرس الدائرة» ولم يعد بُوليسًا مدنيًّا أو فزَّاعة استعمارية ،.. أَرَاهُ  لُزَمنْ ينگالو «الحرس الوطني»، فواكبوا العصر يرحمكم الله.

تحياتي.