الراصد: لطالما قلت إن الفساد الرئيسي، وهو فساد رئيس الوزراء والحكومة، سينتهي في تسعين يوما. ولا أحد يستطيع اليوم أن يشير إلى فساد أي أحد من هؤلاء. وإذا ما حصل من ذلك شيء، سأكون أول من يتحرك. الفساد نوعان: فساد السلطة، وهو الأكثر تدميرا والأسهل علاجا. وفساد أدنى من ذلك، وهو الأصعب علاجا والأطول مدى، لأن المجتمع وصغار الموظفين اعتادوه.
كان هذا من جيد الكلام وبسيط الأفكار. وقد رد به مؤسس حزب الإنصاف والسياسيُّ اللامع ورئيسُ وزراء باكستان الأسبق، عمران خان، على إعلامية سألته أواخر سنة 2021 عن حصيلته في مجال مكافحة الفساد التي تعهد بها.
وعندما قالت له: إن الناس في باكستان يعَيِّنون المقربين منهم في المناصب الحساسة لضمان ولائهم. وأنت بمخالفتك هذا التقليد، ألا تخشى أن يتآمر عليك مَن حولك؟ قال: إن قدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ وكانت صفتاه العظيمتان: الصادق الأمين هما أهم صفات القائد. فعندما تكونين صادقة وأمينة، ستعَيِّنين الناس على أساس كفاءتهم. وإذا نظرت إلى الديمقراطيات الغربية الناجحة، فإن القادة هناك أمناء صادقون، يكافئون من يستحق.
تأسست حركة الإنصاف سنة 1996. وكان من أولوياتها المعلنة الوقوف في وجه عائلتي بوتو وشريف ونظاميهما الفاسدين المتعاقبين على حكم البلاد، وتطبيق قوانين مكافحة الفساد، وتأسيس حكومة نظيفة وقضاء مستقل، وإصلاح نظام الشرطة، وطرح رؤية غير عسكرية لدولة باكستانية ديمقراطية.
وقد بدا من كلام مؤسس حركة الإنصاف الباكستانية (پاکستان تحريک انصاف) أن المقصود بالإنصاف هو كلمة JUSTICE الانجليزية. وترجمتُها المضطردة بالأردية هي "انصاف"، بينما ترجمتها العربية هي "عدالة". لكن العرب ترجموا "انصاف" الباكستانية إلى "إنصاف" العربية. وقد أخذ حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني هذا الاسم بنسختيه: العجمية والعربية. فوصلوا الهمزة أول الأمر، ثم قطعوها آخره.
من صفحة أحمد بن هارون بن الشيخ سيديا