الراصد : و تستمر المعاناة هكذا عبر الكاتب الليبي، و كأنه لسان حال أمة بأكملها حتى لا نسقط في الفخ...:
فاسدون ولا تدَّعون الصلاح..
فاسقون ولا تدَّعون العفة..
نجسون ولا تدَّعون الطهارة...
خائنون ولا تدَّعون الأمانة...
سارقون ولا تدَّعون النزاهة...
تافهون ولا تدَّعون الحكمة..
كاذبون ولا تدَّعون الصدق...
فاشلون ولا تدَّعون النجاح..
فما بات يُؤرقكم قُبحَ صِفاتكم وتعلمون بأن الوطن أكبر من نزواتكم ....!
فسهول وطني خُلقت للعمالقة، وجبال عزه قممها شاهقة، وشمس وطني لجلودكم حارقة .. فحكمتموه بالجموع، وأردتم له الخضوع، وأسقيتم شرفاءه كأس الخنوع، وأقمتم على أنقاضه دولة ....!!، وتناسيتم بأن تيجان مجده ستبقى شامخة، وبأن صقور كرامته لن تعتليها غربانكم البائسة، وبأن سحائب الرمل في صحرائه ستمطر بدمائنا الحرة الشريفة الثائرة، وبأن معالم دولتكم لن يبقى منها إلا أرواث لحُمْرٍ نافقة ....!!! ،
هيهات يا وطني، هيهات أن ترضى بهم دولة .. وأنت الذي لا يُدال، وأنت الذي لا تقبل الأنذال، وأنت الذي يركع له التاريخ والأهوال، وأنت الذي عزه تسقى به الأجيال، وأنت الذي إصراره لا يعرف المُحال، وأنت الذي تسمو له الأرواح بالإجلال، وأنت الذي لا يقبل التركيع والإذلال، وأنت الذي صار لألسن صدقنا عزًا تشدو به الأقوال، وأنت الذي من أجلك خُلِقَ لنا الجبروت في الأفعال ....!!!!،
هيهات، هيهات أن يقبل بكم وطني .. فكيف لي أن أقبل ....!؟ ، وأنا الذي في سجونكم سَقَيْتُ المجد فخرًا ، وشَرِبَ الجلادون تحت أقدامي ذُلًا وقهرًا .
بقلم الكاتب الليبي
محمد علي أبو رزيزة