باختصار شديد ..

جمعة, 27/05/2022 - 08:47

الراصد: قضية "ديكَة تواصل" ليست جديدة، لكن الجديد فيها هو بروز حقيقة هذه المجموعات التي تستغل الدين غطاء لمآرب سياسية و تتظاهر للناس بأنها حريصة على الذود عن الإسلام في حين أنها تستحل لنفسها كل الموبيقات لتبرير انحرافاتها الأخلاقية و العقدية؛ حتى أصبح الدين لدى البعض منهم عبارة عن كليشيهات مختزلة في اجترار شعارات فارغة و فهوم لانعكاسات نفسية يحاولون تمريرها تحت مسميات الصحوة الإسلامية.
لقد كشفت الصراعات المريرة التي مرت بها أم هذه المجموعات في مصر في الماضي و حديثا، عن الكثير من الألغاز التي اكتنفت تاريخ أسر الإخوان، حول علاقاتها الدولية المتشعبة و مصادر التمويل و الشركات التي تمدها بالقوة و المال و أسرار كثيرة أخرى تختلف تماما عن حقيقتها التي تدعيها كجماعة دعوية.
و تبين في العديد من المراحل، أن قوة الجماعة و سطوتها كانت تجلبها خزائن المال المتأتي من شركاتها الإستثمارية التي تعمل في الخفاء.
و في اواخر حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حين دب الصراع داخل جماعة الإخوان المسلمين الأم، تكشف أن الصراع الأشد كان حول "أموال الجماعة" و لم يفلح قادتها في لم شمل الجماعة من جديد تحت راية الإسلام رغم انهم تعاهدوا عليها باعتبار الإسلام مرجعية لهم.
لا أريد أن أخوض في تاريخ الجماعة مع انني متخصص في تاريخ الجماعات الإسلامية، لكن الموضوع استوقفني فقط لسببين:
السبب الأول: أن "ديكة تواصل" تتبدى في شكل نقد ذاتي أو مراجعات و الحقيقة أنها انشقاق مستمر تحت لبوس انقلاب فاشل و سيظل فاشلا لأن المنقلب عليه فر قبل غرق السفينة و لكن عينه مازالت تراقب الأحداث و يتربص للعودة بعد انقشاع غبارالمعركة، لاستعادة الصولجان و قد تكون هذه العودة بتكليف و مباركة من المرشد. 
و السبب الثاني: أن "تواصل" نظريا حزب، و واقعيا بنية متحركة من المصالح و الهويات الفرعية المتضادة، و طبيعي في أي خضة أو ضغط أن يتولد انفجار من هذا الضغط، فحين يفشل "التواصليون" في خطابهم الديني من توضيح رؤية أصيلة و متصالحة مع الذات، و يتم التركيز على التنظير على حساب تحرير العقول من الشوائب التي هي بالضرورة سبب لكل الإنحرافات، و يتم تقديس و تقديم الجماعة على الدين، فلا تنتظر إلا أن ينهد المعبد على من فيه.