باعة الوهم!

ثلاثاء, 17/05/2022 - 01:16

وزير المياه الجديد ورئيس حزب الخراب ولد الطالب أعمر، يجتر خطاباته حينما كان وزيرا للتنمية الريفية في عهد نظام ولد الطائع، حيث لم يكن يفوت فرصة للحديث عن وعود وبرامج وانجازات ولي نعمته آنذاك والصرامة في تنفيذها، تماما كوزير الطاقة والمعادن عبد السلام ولد محمد صالح الذي تذكرني خطاباته عن انجازات النظام الحالي بخطاباته في ظل عهد ولد الطائع الذي كان فيه وزيرا للصيد البحري ( سنة 1997 ) ثم عين بعدها سنة 1998 كأول مفوض لحقوق الإنسان، ومكافحة الفقر ولإعادة إدماج لجنة التوطين المنشأة حديثًا آنذاك ( جدة مفوضية حقوق الإنسان ووكالة تآزر ) وكان لا يتعب لسانه من الحديث عن إنجازات معاوية وكيف أن المواطن سيتغير حاله للأفضل ، ولن أنسى طبعا وزير معاوية للشؤون الإسلامية وزير العدل الحالي ولد بيه وكيف يجتر هو الآخر تسبيحه بحمد ولد الطايع لغزواني اليوم، مرورا بالناها بنت مكناس وصولا لوزير الخارجية ولد مرزوك الذي تولى حقائب عدة وزارات بنظام ولد الطائع،.....
وحتى في المؤسسات العمومية ستجد عددا من هؤلاء المحنطين الفاشلين، من محمد محمود ولد جعفر مدير شركة المياه حاليا والذي كان وزيرا للصحة في عهد ولد الطائع ( 2002 ) لولد امحمد مدير معادن موريتانيا، الذي تقلد عديد مناصب سامية منها وزارة الثقافة في عهد ولد الطائع ، ورئيس مجلس إدارة الشركة اسغير ولد امبارك عميد المحنطين الغني عن التعريف ( رئيس وزراء ولد الطائع ).

منذ أزيد من 20 سنة ونفس الوجوه الخشبية تتبادل الأدوار على المناصب وخطابات التدجين والتدجيل والكذب وبيع الوهم. منذ أكثر من 20 سنة وهم يزدادون غنى والشعب يزداد فقرا ، منذ 20 سنة ونفس الفاشلين المحنطين يعدون الشعب بغد أفضل تعمه العدالة والمساواة، فتشرق شمس ذلك الغد على المحنطين وقد اقتسموا مزيدا من خيرات البلد بعدالة ومساواة بينهم وأحالوا قروضا جديدة لحساب الشعب ، وحتى شربة ماء أو خدمة عامة يضنون بها عليه، ولهم أحسن الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية ( 5 نجوم ) داخل البلد وخارجه .
لأزيد من 20 سنة ونفس الوجوه والألسن تبيع وتروج السراب لشعب لا خيار له غير الركض باتجاه ذلك السراب لشدة عطشه رغم أنه خدع به أكثر من مرة، ..... ولكنها غريزة حب البقاء والحياة التي تجعل البائس يتعلق بأمل غد أفضل ولو كان بخيط دخان .
ويبقى الحال على ما هو عليه في انتظار " تكبر العيال " ويصير منهم الجنرالات ويستلموا عصى القطيع .

وعلى ذكر ولد الطائع ، وزيرة الشؤون الإجتماعية والطفولة والأسرة السيدة صفية بنت عبدات ولد أنتهاه، هي شقيقة تكبر بنت عبدات زوجة أحمد ولد معاوية ولد الطائع .
ولا أشكك هنا في كفاءة المعنية وهي التي كانت تشغل منصب الأمينة العامة للمجلس الموريتاني لسيدات الأعمال.
ولكن من باب " ش ايلوح افشي " .

والخلود في الوظيفة قد يكون لعائلة كما لشخص، وكمثال على " الخلود العائلي " نجد بأن 16 وزيرا ووزيرة في الأنظمة المتعاقبة على حكم البلد كان آباؤهم وزراء سابقا، وتضم الحكومة الحالية ( ولد بلال 2 ) 5 وزراء يجسدون الأمر :
1 - عبد السلام ولد محمد صالح وزير الطاقة الحالي والوزير خلال فترة معاوية، والده وزير الداخلية في نظام المختار ولد داداه أحمد ولد محمد صالح رحمه الله.
2 - الناها بنت مكناس الوزيرة المستشارة بالرئاسة  والوزيرة لعدة حقائب ، التجارة و السياحة ، المياه و الخارجية والدها وزير الخارجية السابق حمدي ولد مكناس رحمه الله.
3 - محمد محمود ولد عبد الله ولد بيه وزير العدل الحالي والشؤون الإسلامية الأسبق خلال فترة معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطايع، والده وزير العدل السابق العلامة عبد الله بن بيه.
4 -  الشيخ أحمد ولد احمد سالم ولد سيدي مفوض حقوق الانسان، والده الوزير السابق العقيد أحمد سالم ولد سيدي رحمه الله.
5 - لاليا كامرا وزيرة التشغيل الحالية، والدها الوزير السابق كامرا علي كالاديو، نائب مقاطعة ولد ينج ( حزب الإتحاد ) .

ونجد في الجناح العسكري للنظام ( القديم المتجدد ) توريثا مستقبليا لقيادة المؤسسة، فلن تجد جنرالا إلا وله أبناء صاروا ضباطا أو اخوة ( ولد مكت ، مسغارو ، حننا،  ... ) ويبقى وزير الدفاع الحالي حننه ولد سيدي متربعا على عرش التوريث في هذا المجال حيث " زرع " عدة أبناء له في المؤسسة كضباط.
ولبنات الجنرالات أيضا نصيب ( تعيين بنت حننا، بنت مسغارو، بنت السلطان ، ...  مؤخرا ) .

أما الخلود الشخصي في الوظيفة لسنوات وأحيانا لعقود، فحدث ولا حرج.

وتبقى #موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا أمن وبلا ...
#موريتانيا_المفقرة 
#غفواني_أنت_الفشل