سننتصر يومآ على ساسة(أو سوسة) هذا البلد!

اثنين, 16/05/2022 - 12:39
محمد الأمين محمودي

طاعة شعبنا الطيب للحكام تجعلني أتساءل ساخرا طبعا، ماذا لو استيقظتم يوم غد أو بعده كما كنتم تستيقظون دائما على رئيس جديد، لكنه هذه المرة غريب أطوار(هم يأتون عادة فجأة كما تعلمون) ..تخيلوا ان الوافد الجديد غريب أطوار و استدعى زعماء القبائل وقال لهم وللساسة: سأشعر بالسعادة وبدعمكم لي اذا لبستم تنانير قصيرة،سيقولون: هي الأصل فنحن يمنيون أو أفارقة، والتنورة أقصر وتمنح حرية أكبر للتحرك في المسيرات الداعمة لكم.
تصوروا ان الرئيس استدعى علماءه وعلماء السياسة وطلب منهم اظهار نوع من تفهم الموضة والعصر وانه يريدهم بالجينز وأقمصة ممزقة،سيكون الجواب بأن لبس البالي و الممزق تشبه بأهل الصفة وأصحاب الزهد، ثم انه لابد من شق الثياب وتمزيقها حتى ترقع، اذ اللبس المرقع مبارك فقد لبسه كبار الصحابة وأولهم عمر رضي الله عنه.
لو قال غريب الأطوار الجديد إن علينا الحبو ليلا لنصف ساعة في الشوارع، ستظننا قطيعا من الفقمة على شاطئ هادئ..وسيكتب الشعراء عن الحبو الليلي وسيغني الفنانون له ويبدأ شيوخ القبائل في تمرين الناس على الحبو الريفي وسيتحدث الأطباء عن فوائده الصحية، ويدبج كتابنا ومؤرخونا مقالات في تاريخ الحبو والعلاقة بين المرابطي والفقمة.
غريب الأطوار من الرؤساء لايمكنه حكم بلد غير بلدنا لأننا وحدنا من بين كل الشعوب ننفذ ونمجد ونؤصل ونتفهم جنونه وننشره بين الأنام على أنه ذروة العقل.
هذه الطاعة الجماعية قد تكون ايجابية  في حال قرر الرئيس ارغامهم مثلا على الاصلاح والتعفف وعدم مد اليد الى مال الغير..
ليت رئيسنا فهم بأن الاصلاح في يده تماما كالافساد فان شاء استيقظ صباحا وأصدر بيانا بتقديم القضاة الصالحين والأطباء الصالحين والمهندسين الصالحين وابعاد غيرهم  عن الشأن العام..وبهذا يصلح البلد.
وان شاء ترك الحال كما هو منذ النشأة والى هذه الليلة، وساعتها سيخسر فرصة للتميز.
لكن هل يدرك الحكام عندنا أهمية عبادة الناس لهم وان هذه العبادة تقتضي عدم المخالفة أو التأخر في تنفيذ الأوامر، أم ان الحاكم هو الآخر يخاف الشعب والساسة ويعتقد بأن رفاقه في الجيش قد يستجيبون لنداءات واستغاثات المظلومين من العامة!!
أيها الرئيس:  أسعد شعبك بابعاد هؤلاء، قبل أن يحاولوا يوما اسعاده بالانقلاب عليك وايذائك وسحلك..طبعا لن تفعل ..فالحاكم محجوب عن نفسه. سننتصر يوما على ساسة(او سوسة) هذا البلد.