الراصد : في الفترات الماضية ،كان المواطن البسيط أكثر المواطنين عشقا للحرية، فأرغمته السلطات الحالية على عشق الصمت . كان هذا المواطن عنوانا للحريات والتعايش فأدخلوه السجن ليعاني من اهوال الحبس وكأنه فى الحجر الصحي يكابد مشقة العزل ، ومن مخابئ الجغرافيا السكانية و الخوف من المجهول لم يستطع فى أتون القهر المتوحش والتخلف المروع أن يرى من وراء القضبان والأسلاك الشائكة أن الخطاب الاستهلاكي المعلن كان بريقا خادعا يخفي وراءه الخطاب الطائفي لأصحاب التعهدات ولم يكن أكثر من قناع تتوارى خلفه الأصابع التى تحرك خيوط اللعبة من وراء الستار. ولم يكتشف ما هو أبشع: أن الخطاب الاستهلاكى والخطاب الطائفى وجهان لعملة واحدة.
وأن موريتانيا لم يدهمها الضعف العام إلا حين دهمها الانفتاح الاستهلاكى وخطابه. وأن رجالات الأعمال " الهاربين" سوف يبطنون الخطاب الاستهلاكي حتى لا تصب الحرية فى شرايين المواطنين!.