الراصد : اشتكى سكان تجمع "تنومند" الريفي الذي يبعد 130 كلم عن مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار على طريق تجگجه عاصمة ولاية تكانت ما وصفوه بـ"العزلة" وبعد الخدمات الإدارية والصحية، وخيبه أملهم من تخلف الوعود الحكومية الكثيرة بتغيير واقعهم عقب إنشاء التجمع.
وتحدث عدد من سكان التجمع عن واقع الخدمات فيه، وعن الظروف الصعبة التي يواجهنوها، مطالبين السلطات بالتدخل لتوفيرها، والوفاء بالتزاماتها لهم.
وقال أحمد ولد الخليفة - وهو سائق من سكان المنطقة – إن السكان فرحوا كثيرا عندما أعلنت الحكومة عن إقامة التجمع السكاني، وظنوا أنه سيفك عنهم العزلة، "وجاءتنا الدولة حينها بأكملها من أكبر مسؤول فيها، وقالت إنها ستقوم ببناء تجمع للقرى، والتزمت لنا بإكمال إجراءات البناء، وتوفير المياه والكهرباء في غضون 18 شهرا".
وأضاف ولد الخليفة أنه مرت أكثر من ثلاث سنوات على وعد الحكومة، تم خلالها بناء بعض البنايات، "لكنه لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، وتحاصرها الرمال والأتربة من كل جانب".
وطالب ولد الخليفة بأن توضح الحكومة للسكان حقيقة الأمر، وقرارها بخصوص مستقبل التجمع "لأنه منعنا من البناء في قُرانا في الوقت الذي لم يكتمل التجمع، ولم توفر الخدمات فيه ليتسنى لنا الاستقرار فيه".
أما السيدة فاطمة بنت التجاني، وهى إحدى ساكنات التجمع إن أبناءهم ليست لديهم مدارس ليدرسوا فيها "وليست لدينا أي خدمة اتصال تمكننا من التواصل مع الجهات المختصة في حال احتجنا لذلك، في حال تعرض شخص من التجمع القروي لحالة صحية تحتاج التدخل السريع، أحرى أن نتمكن من التواصل الطبيعي مع ذوينا".
وطالبت بنت التجاني من الرئيس محمد ولد الغزواني والحكومة بالوفاء لسكان التجمع بالوعود التي قطعتها لهم الحكومة السابقة، وأن يسعوا لتوفير الخدمات الضرورية، وخصوصا الماء والكهرباء والتعليم والصحة في أسرع وقت.
وشددت بنت التجاني على أنه من حق كل أسرة منهم أن تُمنح قطعتها الأرضية بإثبات عن طريق رخصة الحيازة، وذلك بعد تخطيط التجمع القروي.
عبد الله ولد اعليوتة، رأى أن الجهات التي تعاقدت مع الحكومة لبناء التجمع القروي لا يأتون إلا نادرا، وعملهم بطيء "ونحن لم نستفد حتى الآن من هذا التجمع".
ويشير ولد اعليوتة إلى أنه على الدولة أن تخطط التجمع القروي، وتمنح السكان قطعا أرضية لتيولوا بأنفسهم بنائها، "في حال لم يوجد من يقوم ببنائه رغم لك هذه السنين التي مضت".
بدورها اعزيزة بنت النوشة قالت إن التجمع المعزول، يعاني من نقص حاد في الخدمات، بل ضروريات الحياة، مؤكدا أنه "لا يوجد هنا أي مستشفى، وجميع مرضانا يتعالجون في أوجفت".
وتطالب بنت النوشة بتقريب الخدمات الصحية للتجمع القروي والتحسين من جودة المواصلات العامة، "فلا يوجد لدينا خط ثابت للنقل البري كما أنه لا توجد لدينا شبكات اتصال".
ويؤكد المستشار لبلدي لولاد ولد التهامي أن تجمعهم القروي في "عزلة تماما فلا مواصلات ولا خدمات.. نطالب السلطات المعنية بالانتباه لوقعنا والعمل على تغييره"
ويطالب ولد التهامي بتوفير مستشفى بتجهيزاته اللوجستية وكوادره البشرية "فنحن بحاجة ماسة له".
ووضع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يوم 27 نوفمبر 2016 حجر أساسي بناء تجمع "تنومند" القروي، وكان مقررا أن يشمل المشروع بناء مسجد يتسع لـ٧٠٠ مصل، ومدرسة مكتملة الفصول، ومستوصفا، على أن تكتمل أشغاله في 18 شهرا.