الراصد: إن المأساة التي يعيشها المدرس؛ مأساة تكتنفها الفضيلة فلا يستشعرها غيره.. يؤدي مهنته وَسط كومة من الأوجاع يمتد تاريخها من بداية التأسيس وهاجس الإصلاح الأول إلى يومنا هذا..
لو تكلم المدرس لما وجد لغة تعبر عن حزنه وألمه!.. إنكم لم تألفوا الحجرات المتهالكة والطباشير الرديئة وزحمة الحياة!.. يشق المدرس طريقا شاقا لكي يتنفس.. لأنه الإنسان الوحيد الذي يعيش لغيره..
تمتص الدولة شباب المدرسين وطموحهم، وكبرياءهم، وتلطخ كرامتهم، ثم تريد منهم أن يشكروا معروفها بالصمت والخنوع والذل والهوان.. حتى إذا استنفدت طاقة المدرس تركته مرميا على أبواب المستشفيات لا أحد يأبه لحاله!
إن حياة كريمة أصبحت حُلما يقاتل المرء لتحقيقه.. فيا موت زر!
المختار طلحة