الراصد: لا يوجد بلد نامي واحد حقق ازدهارا ونموا عبر القروض والمساعدات ولو كانت بمليارات الدولارات، فجميع دول العالم النامي التي حققت طفرة نمو وقفزة سريعة ونوعية إلى الأمام كان ارتكازها في ذلك على حسن تسيير الموارد والثروات ومكافحة الفساد بل القضاء عليه والاستثمار في المواطن عبر تعليم جيد وخلق فرص عمل عبر التصنيع المحلي ومشاريع البنى التحتية العملاقة .
ولا أدل على ما سبق من نهضة نمور آسيا ( دول شرق آسيا ) ودول إفريقية عديدة كرواندا وبتسوانا ( المقطع ) واثيوبيا ونيجيريا وكينيا وتنزانيا ...
ليست ال 150 مليار أورو التي وعد بها الإتحاد الأوروبي دول إفريقيا ( على مدى 7 سنوات ) خلال قمة الإتحاد ودول القارة التي اختتمت بابروكسل. ليست - ولن تكون يوما - قاطرة نمو وتغير وتغيير في تلك الدول المستفيدة، فالارادة السياسية - والإرادة السياسية فقط - هي التي غيرت بلدانا إفريقية للأفضل وكانت كلمة السر لفتح أبواب النمو والازدهار لها .
لن تفيد ال 150 مليار في شيء ولن تنعكس على واقع شعوب دول إفريقية كثيرة وستكون كأن لم تكن، تماما مثل آلاف المليارات التي حصلت عليها تلك الدول منذ استقلالها كقروض ومساعدات والتهمتها ثقوب سوداء بها وما زالت تردد هل من مزيد حتى اليوم ، وموريتانيا خير دليل وأرقام وحجم القروض والمساعدات التي حصلت عليها خلال العقود الأخيرة تشهد، حيث لا أثر لها على أرض الواقع ونستطيع ضرب عشرات الأمثلة على ذلك ولكن نكتفي بقطاع الطرق الذي التهمت حيتان فساده أكثر من 500 مليار أوقية قديمة ( منها 300 مليار أوقية قروض ومنح ومساعدات ) وحال الطرق بالبلد اليوم يشهد على أن أموال القروض لا تذهب لما خصصت له ( ملف أموال شبكة الطرق على الصفحة ) ولديك قطاع الماء الذي التهم أكثر من تريليون ( 1000 مليار أوقية منها 600 قروض ومساعدات ) وموريتانيا عطشانة من أقصاها لأقصاها.
لم ولن تحصل نهضة أو تغير للأفضل بموريتانيا ولو منحت خزائن البنك الدولي وصندوق النقد، لأن كل أموالهما تنتظرها أفواه ثقوب سوداء لا تشبع، لا تتغير ، لا تتقاعد ولا نية لها في إصلاح لأنه نقيض لها كالماء مع النار .
لم تكن هناك يوما إرادة إصلاح حقيقة، وكذبة القرن هي مقولة غزواني بأنه سيصلح من حال البلد وواقع المواطن بطاقم 80 % منه مفسدون وفاشلون على مدى عقود خدموا مع ولد الطائع واعل وسيدي ( رحمهما الله ) وعزيز، وعملوا على نقل البلد من حال سيء لحال أسوأ مع كل نظام أعاد تدويرهم ومنحهم الثقة في تسيير المال العام ورجاء أن يصلحوا ما أفسدوه أنفسهم مع نظام سابق .
يرى انشتاين أن من يريد الإصلاح بالمفسدين ليس كذابا فقط بل غبيا :
" الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة "
تصبحون على وطن.
موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا..