الراصد/ : أرجو من كافة المنظمات الحقوقية ورواد هذا الفضاء من مدونين وناشطين وأصدقاء مشاركة المنشور, حتى لا يستمر قتل المواطن داخل مجازر وزارة الصحة،
التفاصيل …
،
في ليلة الخميس الموافق 27 /01/ 2022 حوالي الساعة العاشرة ليلا، ألمت بالفقيد حالة من ضيق شديد في التنفس ، علما أنه من مرضى القلب ،
نقل المرحوم إثرها إلى المركز الصحي الأقرب إليه ،مستشفي تيارت المعروف محليا ب “طب أبريمير ” حيث أمضي فيه بعض الوقت الذي لم يكن بالكثير ،
كانت حالته تشتد من حين لآخر ،وبعد وقت من المعاينة ، ققرروا نقله إلى مستشفي القلب ،
وافينا الإجراءات اللازمة، حيث نقل بسيارة الإسعاف نفسها التي نقل فيها منذ زمن،وذلك في إحدى نوباته الأولية، ولم يتغير شئ،
ولتكون الصورة أوضح فإن مأشر الأكسوجين في الأنبوب، يتحكم فيه جهاز صغير يشير من الصفر إلي العدد الأفقي، ويدركه الغبي حتى من النظرة الأولى له،
انطلقت سيارة الإسعاف من المركز الصحي بتيارت متجهة مشفى القلب،
وهو مضرب المثل في البعد من قلب العاصمة ، وذلك دون تحقق المسؤول عنها من كمية الأكسجين ، الذي هو جهاز تنفس لمريض عجز عن التنفس بشكل طبيعي،
لم تقطع سيارة الإسعاف ربع الطريق الرابط بين” عين الطلح “ومشفى القلب”
حتى جاء الخطاب بنبرة عادية جدا،
لقد نفد الأكسجين ، …
كأنك في صحراء قاحلة تعطلت سيارتك وما بقي لك سوى ما تبل به حلقك ،تتقاسمه مع شريك عطشك ،
“نفد الأكسجين ” نفد الماء ” نفس الصدى …
لقد نزلت تلك العبارة علينا كالصاعقة ، ونزلت بالفعل قبل الصوت على المرحوم الذي صارع بوضوح مستمر،
وهو يكرر “إنا لله وإنا إليه راجعون ” الهيلة والحوقلة ….
ما إن تراءت أضواء مشفى القلب حتى نازع المرحوم بين الحياة والموت ، وبين الأمرين وصلت سيارة الإسعاف باب المشفى الداخلي فلم نجد من يحمله من طاقم طبي يلزمه التواجد في الصف الأمامي للإنقاذ ،
لا تغيب الرحمة بين الناس وإن قلت فيهم ، سارع بعض المتواجدين في حمل المرحوم معنا وأدخلناه السلم الأمامي،
كانت تلك المرحلة الأولى فقط….
دخلنا للبحث عن الطبيب وكان وحيدا في الإسعاف مع مريض آخر ،يصارع الموت أيضا،
خاطبنا الطبيب بقوله وهو الصادق فيه ” آن متبارك مع ذ ملي نفس الحالة “
هي لحظات لا توصف من الألم والحزن المرتقب ،
لن تستطيع إلا المشاهدة فقط ، فما باليد من حيلة لست المكلف أو العارف بها،
وصعدت روح الفقيد الطاهرة ، إلى باريها، وخالقها الرحيم بها ،
رحمه وطيب ثراه،
قضاء الله وقدره ولا راد لقضاء الله ، يقينا منا بتدبيره
وتصريفه في خلقه ،الذي يسمي عدلا لا جورا ، فنهجنا السني
هو الرضا بقضاء الله ،وقدره خيره وشره .
ولكي لا يتكرر هذا الجرم ، وليلا يكون السكوت عليه نصرة للفاسدين والمهملين لأرواح المسلمين من موظفين في هذاالقطاع ،
نطالب السلطات ممثلة في وزارة الصحة ،بالتحقيق في الحادث الأليم والمتعمد إن راعينا فيه الغياب التام للمسؤولية، ولإستخفاف بحياة الناس دون مبرر ،
نجدد التنديد ولن نسكت عن حقنا في الملاحقة القانونية للمتورطين في هذه الجريمة النكراء،
فأرواح المواطنين ليست لعبة بأيديكم حتى تقتصروها، في شهادة وفاة. لا يستغرق إخراجها 10 دقائق عندكم ،
نطالب المواطنين الأحرار والناشطين في المجال التوعوي والحقوقي بالوقوف ضد هذا النوع من الجرائم التي راح ضحيتها آلاف المواطنين رحمهم الله ،
لا بد أن يكون هنالك قانون صارم يعاقب على الإهمال الطبي المتكرر، والخطأ المتعمد وغير المتعمد ….
عائلة الفقيد ….