رفقا بقواريرنا يا نسل ثمود...

أربعاء, 19/01/2022 - 13:30
Mohamed Lemine Mahmoudi

الراصد : هلاّ اهتديت بنجم شيبك اذ بدا 
فكم اهتدى ذو حيرة بنجوم
عقود مرت وابيض ماكان منك أسود اللون، وأسود منك ماكان أبيضه.فهل حققت غاياتك؟
هل رضيت بماسطرته في أطراس عمرك؟
هل غيرت واقعك وواقع جيرانك في حي الشقاء والأسى؟
حقا، لايمكن الرد على هذه الأسئلة التي أضحت وجودية لغموض حياتنا، فلا واقع المحيط تغير بفضلك ولاحياة الناس أصبحت أفضل بفضلك..لادور لك في هذه نظريا الا انتظار ورجاء مكان وثير في تلك،وحتى في هذا الرجاء لم تبذل جهدا يذكر أو يضمر..كنت صغيرا غائبا مائسا ككل الأطفال،تجري ولاتهتم للمخاط والرضوض والتعثر، وكنت مراهقا قويا حالما ككل الناس،ثم كبرت أيضا ككل الناس وصحت ككل الناس في وجوه الظالمين،ان ابتعدوا عني وعن جيراني واتركوا لنا ثروتنا لنقتسمها بكل عدالة،رفقا بقواريرنا يانسل ثمود..ووئيدا وئيدا عرفت المجبنة والمبخلة، وبدأت أحلامك لوطنك وللانسان تتراجع وتضمحل حتى بدا وكأنك رضيت من غنيمة عمرك بالاياب والانهزامية المطلقة..تنخل الرفاق الرافضون ،ونفش المفسدون في الحقل، اما صحافتنا فان رأت اللص قالت: اقسمني والا صحت على الجيران..تستيقظ صباحا لتصبح على معوق من معوقات حياتك وتنميتك وبقائك وضعه في طريقك أنذال تحكموا في مصيرك، ثم حين ينفرج كربك بقدرة قادر يولد هم آخر من صناعتهم هم وتقصيرهم هم، ودون أن يستهدفوك شخصيا، لأنك لاتتمتع عندهم ب "شخصيا" المذكورة، اذ في النهاية أنت مجرد مواطن تنام على نشرات أخبار مقززة،تتحدث بصوت جنائزي عن جنة تعيش فيها،مع نعتك خلال ورقة الاسفاف تلك بالمواطن البسيط: فيها أنهار من عسل مصفى وتكفل صحي بالمستضعفين ايها البسيط، وتوزيع عادل للثروة وهو توزيع يقصدون به ود الحاكمين من رؤساء ووزراء لأصهارهم(مكر فيهم ذي...) وأقاربهم وشركائهم في ابتلاع وطننا وأحلامنا وطباشير وأحلام ودفاتر أبنائنا.
في النهاية عشت وبقيت بمحض الصدفة ماديا ،وبلطف من الله وعنايته كما هو واضح ومؤكد، اذ نجوت من أمراض وديدان وسوء تغذية وأدوية مزورة ومسمار،ومجنون يحمل سلسلة، وموج، فلولا العناية لكنت اندرست يوم تحكم في رزقك من لايقدرون قيمة الانسان،ويجرون بطونا كالأخاديد لاتمل الحشو والملء..ستظل بارادة الله حتى ذلك اليوم الذي شغلك اللصوص وحراسة بيتك وأهلك -خوفا منهم- عن التفرغ له والاستعداد لتطبيقاته.
وفي انتظار ذلك عش السعادة بالتخيل والمواطنة بالتخيل وحب الزعيم المخلص المتخَيَّل بالتخيل وحب الناس بالتخيل.
استيقظ صباحا، وتخيل الناس يحملون دونات وأكواب شاي أو قهوة وهم يسرعون الخطى باتجاه أعمال وزعت عليهم بعدالة،تخيل انهم يضحكون فلا صوملك اللعينة ستأتي بعدهم لنثر الظلام..تخيل كل شيئ سعيدا، وحلق عاليا واحلم وكركر واجلس فوق باص الطلبة الجميل،وتخيل الرئيس يصادفك وهو يركض في رياضته الصباحية  لايخاف ولايمل ارسال الابتسامات لمواطنيه :عدلت فعدوت وركضت بلامضايقات..تخيلهم مواطنين وتخيله رئيسا،ثم تخيل أفراد العصابة حراسا للبلد والقيم..وواصل سيرك حتى يدركك اليوم الذي تفتح فيه عينيك لكن على السماء والملائكة ورطوبة المقر والقاع البليل..هناك قل ان أردت: لعن الله من حرموني وغيري خيرات هذا الوطن..