الراصد/: لازالت العشوائيات منتشرة رغم كل التأكيدات الرسمية بالقضاء عليها من قبل الحكومات المتعاقبة، في عهد رئيس الجمهورية السابق السيد محمد ولد عبد العزيز والذي أطلق في سنة 2009 من داخل الحي الشعبي بالعاصمة انواكشوط والمعروف باسم" الحي الساكن" عملية تأهيل للأحياء العشوائية إلا أنه لا يزال آلاف المواطنين الموريتانيين يعيشون في أحياء الصفيح، وذلك بعد عشرية شهدت على أول عملية تأهيل للأحياء العشوائية والقضاء نهائيا على هذه المعاناة التي يرزخ فيها المواطنون منذ فجر الدولة الموريتانية.
تعتبر هذه الأحياء العشوائية مرتع للقاذورات والأوساخ ووكر للمجرمين ومصدر قلق لمدينة انواكشوط، حيث أن أغلب العصابات تتخذ من هذه العشوائيات عرين لها، فتعيد تنظيم صفوفها كلما فككتها السلطات الأمنية، وهو ما يجعل من إنهاء هذه الظاهرة من الأمور الأمنية وصميم العملية الوقائية من الإرهاب والجريمة المنظمة، وذلك بإنهاء هذه العشوائيات تماما.
عشوائيات انواكشوط مرتع للقمامة ووكر للجريمة
وبالرغم من الانجازات الكبيرة التي حققت في هذا الإطار والبادية للعيان من خلال تأهيل الحي الساكن بالكامل بالإضافة إلى أحياء عديدة في كل من عرفات والسبخة والرياض وتوجنين ودار النعيم إلا أن جيوبا كبيرة تضم آلاف المواطنين في ظروف جد قاسية وغير صحية بالإضافة إلى مستواهم المادي المعدوم حيث أن جلهم ينحدر من الشرائح المهمشة والفقيرة.
لا تزال هذه العشوائيات تنتظر التأهيل منذ 2009
ويرى مراقبون أن السر وراء ترك بعض من مظاهر العشوائيات هو سعي خفي لإيجاد مبررات لبرامج انتخابية مستقبلية وهو ما يجعل هؤلاء المواطنون ضحايا لما يصفه البعض بخبث السياسة وخبث البرامج.
جدير بالذكر أن الحكومات المتعاقبة منذ 2009 وحتى اليوم نفذت العديد من عمليات تأهيل الأحياء العشوائية داخل انواكشوط وفي الولايات الدخلية، إلا أن متابعين يرون أن ذهاب برامج التأهيل لخارج العاصمة انواكشوط التي يعتبر المشكل فيها مطروح بشكل ملح ومتراكم منذ عقود يجعل قرارات الحكومات المتعاقبة على برنامج تأهيل الأحياء قرارات مرتبكة حيث أنه وبرأي متابعين أولى إعطاء الأولوية لإنهاء عملية التأهيل داخل العاصمة انواكشوط وبعد ذلك يفتح برنامج للولايات الداخلية بدلا من تشتيت جهود الدولة وإفراغ العملية من معناها بتراكم المشكلة بانواكشوط رغم كل المحاولات لتبقى الأحياء العشوائية ومعاناة ساكنتها من المهمشين والفقراء قدر وشر لابد منه.