الراصد: خلتك للحظات استيقظت، ودخلت المدينة، ثم تجولت بين الدور والأزقة والمكاتب..تبحث عن الرفاق،تدخل بيوتهم،وتجول ببصرك بين النوافير والأفرشة الوثيرة والفوانيس المضيئةوالمركبات الفارهة..هل هذا بيت رفيقي فلان؟
نعم انه هو!!!
بعد قليل ينزل الرفيق مختالا في منامة من الدمقس،يعانقك على عجل متأففا من عرق الكادحين:
ياسميدع،أما علمك البرزخ بأن الحياة تستحق ان نعيشها كما هي، لا كما نريدها نحن؟
يخرج السميدع ركضا فالصدمة شديدة،وبعد أيام من التجوال في قصور الرفاق وممتلكاتهم والاستماع لتفسير كل واحد منهم للتردي والانبطاح وتملق الأنظمة وعبادة زعامات الوهم والاقطاع وجد الشاب نفسه غريبا وحيدا في أفكاره فخرج من مدينتهم الآثمة كما خرج منها قبل نصف قرن الى حيث العدالة المطلقة،وحيث ينام الثري رغم أنفه في مضجع لايختلف عن مسكن جاره الفقير، فكلاهما ينتظر نفس الحساب و بلاتفضيل..ايها الرفيق، لم يبق من المشترك بينك وجميع الرفاق الا القليل، فالموت أفضل بكثير من من رؤية الرفاق وهم يرذلون..المنجل أصبح زرا في يد مالك حقير،والمزارع سلبته ماكينة وضيعة أسباب بقائه..والفقراء لم ولن يشبعوا.
سميدع يلمحبوب
مامت ولا برتيت
وافكارك فالشعوب
تناقش كل اوقيت
أيها الرفيق: عد الى الأجداث ففيها بدر وحبيب وصيدو، وهؤلاء أفضل من الخالدين بيننا وبأفكار هجنت حتى صارت تمجد المادة وتزدري الجوهر.
رحمك الله في ذكراك.
Mohamed Lemin Mahmoudi