الراصد: جهة نواذيبو تستنفذ ثلث ميزانية الأستثمار الخاصة بها ( أي ما يزيد على 30 مليون أوقية قديمة ) على ترميم الإعدادية رقم ( واحد) وتنظم حفلا خاصا بالمناسبة!!!.
إلى هنا قد يتبادر إلى الأذهان أن الأمر يعتبر "سخاء" لا يجب أن نستكثره على أعرق وأقدم إعدادية في المدينة.
لكن حتى لا ننخدع بهذه الصورة البراقة والتي لا تعكس حفيقة الأمر وحتى نعرف حجم الكارثة وسوء التسيير والتدبير لما اقدمت عليه الجهة علينا أن نتوقف على الحقائق الآتية والتي بعدها سيسقط القناع وينجلي بوضوح حجم الغباء وفداحة الأمر والإجراء.
أولا : إعدادية نواذيبو رقم ( 1) مدرجة ضمن تدخلات (خيرية اسنيم) التي ترصد سنويا مئات الملايين لمثل هذه التدخلات والتي من المفروض أن تغني عن تدخل كهذا من جهة تكاد مأموريتها تنتصف وهي غائبة ثم دخلت بقوة على الخط في معركة اثبات الوجود لكنها لم توقف في تحديد أولوياتها على الأقل استنادا لهذا المثال الحي والمتعلق بترميم مؤسسة تعليمية توجد ألف طريقة للتكفل بها ليس فقط من الفاعلين والمؤسسات والهيئات المحلية بل حتى عن طريق شركاء الوزارة على القطاع.
ثانيا : من بين المنجزات في مسرحية تمويل جهة نواذيبو لترميم إعدادية نواذببو رقم (1) تجهيز قاعة لأجتماعات الأساتذة تبين بعد الزيارة الميدانية التي أداها ضيوف الاحتفالية أنها عبارة عن مجرد قسم دراسي به طاولة صغيرة يتيمة لا تتجاوز طولا حدود المترين في أحسن أحوالها.
مما يجعل السؤال مشروعا حول التكلفة المسجلة على هذا الفصل الدراسي الذي يراد منه أن يكون قاعة للاجتماعات فضلا عن كونه احتلال لقسم دراسي الغاية منه ايواء التلامذة وليس الاغراض الأخرى.
ثالثا: إن تكلف جهة داخلت نواذيبو - والتي تتلمس طريقها بعد سبات عميق - لثلث ميزانية الأستثمار الخاصة بها ومرة واحدة وفي نشاط كترميم الإعدادية حيث توجد خيارات أخرى للتكفل به دون أستنزاف تلك الميزانية يعكس حجم التخبط الذي تعيشه هذه الجهة ويستدعي تدخلا عاجلا من السلطات العليا للجم هذا الكيان المدلل وحديث النشاة وتقديم توبيخ له في بيان مجلس الوزراء المرتقب حتى يكون عبرة لمن يعتبر فضلا عن إعادة النظر من المصالح المختصة في اوجه الصرف الغير مدروسة والتي ليست في محلها والتي قامت بها الجهة مرخرا في أنشطة صورية وشكلية كلفت ملايين الأوقية ينطبق عليها جميعا ضعف الطالب والمطلوب.
الحسين ولد كاعم