في العشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، إيمانا منها بتعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة.
تعريف التضامن الدولي حسب مشروع إعلان الأمم المتحدة المتعلق بالحق في التضامن الدولي هو تعبير عن روح الوحدة بين الأفراد والشعوب والدول والمنظمات الدولية، ويشمل اتحاد المصالح والأغراض والإجراءات والاعتراف بالاحتياجات والحقوق المختلفة لتحقيق الأهداف المشتركة. ومن خلال التعريف تتضح المكونات الرئيسية للتضامن الدولي، وهي: التضامن الوقائي، الذي يعمل من خلاله أصحاب المصلحة على مواجهة التحديات المشتركة بشكل استباقي؛ والتضامن التفاعلي، المتمثل في الإجراءات الجماعية التي يتخذها المجتمع الدولي من أجل التصدي لحالات الأزمات؛ والتعاون الدولي.
أوبيورا تشينيدو أوكافور الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي، عرف التضامن الدولي بأنه ليس ظاهرة محورها الدولة، ويمكن أن تعبر عنه أو تقوضه أو تنتهكه الدول والجهات الفاعلة من غير الدول على حد سواء. زد على ذلك أن التضامن الدولي لا يقتصر على المساعدة والتعاون الدولييْن أو المعونة أو الأعمال الخيرية أو المساعدة الإنسانية على المستوى الدولي؛ بل هو مفهوم ومبدأ أوسع نطاقاً. فالتحلي بالتضامن الإنساني كقيمة، يعني كذلك الإيمان بالاختلاف والتنوع الغني للثقافات والحضارات والأعراق والأديان حول العالم، فالاحتفال بهذا اليوم يأتي في سياق تقاسم الهموم بين المجتمع الإنساني إذ ما يعجز عنه الفرد لا تعجز عنه الجماعة.
ففي يوم الاحتفال باليوم العالمي للتضامن الإنساني لابد من استنفار كافة قطاعات المجتمع الإنساني من أجل الاصطفاف حول معاني التكافل والتعاون بين الشعوب وحبذا لو تم توظيف الوسائل الأكثر تأثيرا في المجتمع كالدراما والفنون المختلفة ووسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، بالإضافة لشبكات الانترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي، للترويج والتعريف بهذا اليوم لرفع مستوى الوعي العام بأهمية التعاون والتضامن بين الشعوب.
معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي باليوم العالمى للتضامن الإنساني يؤكد أن التضامن الإنساني أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب، ولذلك فرسالة معهد جنيف لحقوق الإنسان لدول وشعوب العالم أجمع ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط على وجه الخصوص أن تضع التضامن والتكافل ضمن أولوياتها علما بأن هنالك كثيرا من الموانع قد استشرت في بقاع كثيرة منها لا سيما وبعضها يعيش صراعات وحروبا دون أسباب مقنعة لبقائها، ومعهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي باليوم العالمي للتضامن الإنساني يذكر الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقات الدولية، والقيام بدورها المنوط بها،فضلا عن العمل على إزالة الفروقات الطبقية وردم الهوة ما بين الطبقات، ويشدد المعهد على تأمين الغذاء حتى تتقلص مساحات التعرض للمجاعات، وتعرض نسبة كبيرة من الأطفال لخطر الموت. ويطالب معهد جنيف لحقوق الانسان الدول بتعزيز التعاون الدولي وتنفيذه دونما شرط وعلى أساس الاحترام المتبادل وبالامتثال التام لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، واتخاذ كافة الخطط والتدابير التي من شأنها القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقرا من سكانها كإنشاء صناديق التكافل الاجتماعي وغيرها. وينادي معهد جنيف لحقوق الإنسان بتنفيذ توصيات مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، بما في ذلك إعلان وبرنامج عمل كوبنهاغن، ونتائج الدورة الاستثنائية الرابعة والعشرين للجمعية العامة وقراراتها بشأن استعراض وتقييم أهداف وسياسات الاستراتيجيات الإنمائية الدولية. فأحلام المعهد بتحقيق مستقبل آمن للإنسانية لا حدود لها وتحويل ذلك لواقع ليس مستحيلا.
جنيف 20 ديسمبر 2021م