أقلام الإستجداء....

سبت, 18/12/2021 - 19:17
ذ/ سيدي عيلال

الراصد: أقلام الاستجداء في هبتها الجديدة بعد مهرجان وادان تخرج خطاب  رئيس الجمهورية من اطاره وتطنب كثيرا في قراءات وهمية لخطاب وجهه صاحبه لشعب متفاوت الإدراك متباعد الفهم في مناسبة كرنفالية وفي لحظة صناعة فرح ممزوج بخيبة أمل شديدة في نخبة تتساقط تباعا على عتبات نظام غاصت كل دعاماته في وحل شخصنة الانجاز وشخصنة الصراع والخوف من امراء الاستقواء بالغلابة لخطف رغيف  من  حصة الضحايا و الشرائح المبعدة المهمشة المستغلة .

الخطاب واضح المعاني واضح الدلالة لا يحتاج الى "عباقرة" النخبة لتوضيحه لشعب شردت أذهانه عن الخطاب نفسه بحثا عن تأمين الوطن ومشروعه من نخبة تلاحقت كالقطيع العطش على نقطة ماء في صحراء او ديتها سدت انفاسها رمال زاحفة ولولا توفيق المسعف حينما قرر رفض نسيان مدن البلد القديمة لما كان من خطاب تتنافس عبقريات الاساتذة والدكاترة والمحللين على شرح مضامينه الواضحة ،  تقربا لصاحبه وتضليلا للشعب وتمريغا لوجوههم الشاحبة المتجعدة في وحل "لفت الانتباه" والتقرب لصاحب الجاه ولو على حساب الضمير وكبرياء الحرف و علو المرتبة وأصالة المنبت .

انما يحز في نفس الرئيس بلغة التشفير هي هذه الوجوه المغبرة وتلك الضمائر المصفرة  وهي تتعارك دون حياء داخل "مضمار" سيمر منه موكب الرئيس دون ان تبقى في ذهنه سوى صورة القطيع وهو على مشارف الحظيرة التي احكمت قطعان اخرى سد كل المنافذ المؤدية اليها حتى لا تعكر مزاج القائد المعدل فور وصوله سدة الحكم .

لم يكن مهرجان وادان سوى جوقة غجر وصفها وزيرها المتحدث بانها فرصة لتثمين فنوننا الشعبية  الجميلة ك: " دكداكة ولعب الدبوس وكيره ... وغيرها مما ليس بحاجة الى شرح خاصة اذا كان الشارح من القمة والمشروح له من القاعدة التي عزفت عن هذه العادات العنيفة محل الشك في حلية ممارستها ولعل ما هو محتاج حقا اصدار فتوى بحلية او حرمة هذه الالعاب الشعبية التي لا تحتاج الى احياء لكثرة بدائلها ولغزو ما هو اكثر ملاءمة لذوق اهل هذ العصر وكثرة توافره على وسائل العرض الخارجة عن سيطرة كل الفرق وكل القطعان وكل العباقرة .

حينما تعيث فسادا او تأويلا  اقلام النخبة في عبق تاريخنا المحفوظ  كتابة او رواية او ممارسة لتسقطه على حاضرنا الحي صوتا وصورة فإن العملية تحتاج اكثر من مجرد عباقرة كلفتهم النخبة بإيصال خطاب الرئيس للجمهور الحاضر في قاعات المهرجان شكلا المغيب في   دوائر  صناعة القرار مضمونا لأن تنفيذ مثل هذه العمليات يتجاوز عبقرية المكلفين الى إلتزام المؤمنين على قلتهم وتحفظهم  الضمني والمعلن على العملية برمتها بل وعلى حال البلد ونظامه الديمقراطي وممارسته المعلنة وتمسكه بأدب  وأخلاق السلف في مدينة الوادين او مدينة الواد الواحد .