الراصد: انسحاب القوة الفرنسية (برخان) سوف يؤثر سلبا على الوضع الأمني الهش أصلا في مالي. و هناك مؤشرات على أن تنظيم القاعدة يتجه الآن إلى إعلان "إمارة إسلامية" في شمال مالي.
هذه معلومات و ليس تحليلا، و كوني متابع لشؤون منطقة الساحل، تكاد تقديرات الخبراء في مجالي الأمن و الدفاع في المنطقة، تتفق على قرب انزلاق االوضع في الساحل إلى حالة جديدة من التوتر الشديد، حيث توقع بعضهم تصاعد الهجمات الإرهابية بعد الإنسحاب الفرنسي من شمال مالي.
لكن ماذا عن تأثير ذلك على موريتانيا ؟
ـ هناك عوامل داخلية قد تساهم في تهيئة البيئة لتمدد الجماعة الإرهابية و تكوين حواضن لها داخل البلاد.
العامل الأول : قيام الجماعات المتشددة بالتحرك و التجنيد عبر استغلال الوضع الحالي للبلاد و تركيز المجهود الحكومي على مواجهة جائحة كورونا.
العامل الثاني : ركوب موجة التأزيم السياسي و الدعوات في هذا التوقيت إلى الصدام مع السلطة.
أما إقليميا، فإن التوتر المتصاعد في الصحراء الغربية و الوضع الأمني الهش في مالي عموما، يشكلان بالفعل ناقوس خطر حقيقي على موريتانيا.
إن إعلان "إمارة إسلامية" في شمال مالي، يعني التمدد إلى حدودنا الداخلية، لان هذه الجماعات لا تعترف أصلا بالحدود.