تقرير عن واقع الخدمات العامة بأشرم والقرى التابعة له

أربعاء, 20/10/2021 - 09:48

تتبع لأشرم قرى عديدة تنقسم لقسمين :
قرى آفطوط ( بالأسفل ) وقرى الهضبة ( بالأعلى ) وتتنوع مشاكل هذه القرى وتختلف حسب تضاريس موقعها .
بالنسبة لقرى الهضبة ( الريفية ) لا خدمة مائية عصرية بها مطلقا وساكنتها تشرب من البرك والابار التقليدية ، وتعاني من انعدام التعليم رغم أنه مسجل لدى الوزارة بأن بها 15 مدرسة وهي لم تقم بأي منها يوما مسابقة ختم الدروس الإبتدائية منذ سنوات، حتى مدرسة دابر ( 3 فصول ) التي " شيدتها " تازر مؤخرا لم يكن بها سوى معلم واحد عزز بثان هذه السنة، أما " المدارس " الآنفة الذكر فكلها من قسم واحد - أو إثنين على الأكثر ببعضها - بلا معلمين حتى قرية الفج التي بها 3 مدارس ( 3 أقسام ) ، وهي على العموم أقسام متهالكة بلا أبواب ولا نوافذ أحرى طاولات و معدات، وبعضها عبارة عن مجرد بيت من الطين ، وبعضها مغلق منذ سنوات كقسم تكانت ( القرية ) منذ 6 سنوات ، وحتى أن إحدى القرى بها 6 فصول ولكن بمعلم واحد سئم الوضع فصار نادر الحضور ، ومن تم تحويلهم من المعلمين لهذه المدارس ( الأقسام ) لا يلبث أن يغادر بلا رجعة .
لا مستشفى أو مستوصف بقرى الهضبة، هناك نقطة صحية يتيمة بقرية دابر لا معدات فيها ولا أدوية وطبيب غائب غالبا، والساكنة "" تتعالج " بولاية لعصابة ( كيفة، كرو ، .. ) مع معاناة العزلة، فالسفر من المنطقة للعصابة يمر عبر طريق جبلي وعر كان بالإمكان شق طريق عبره بسهولة لو توفرت إرادة لدى السلطات ، وفي هذا المجال أشير إلى أن الوصول لأي قرية من قرى الهضبة بسيارة لا يخلو من صعوبات لرداءة الطرق بل لانعدامها أحرى .
وحتى المزارعين لديهم مشاكل جمة لا يد عون لهم فيها من السلطات، أبسطه معدات سياج لمزراعهم البسيطة ....
ناهيك عن انعدام لشبكات الإتصالات ( ريزو ) بهذه القرى .

نأتي الآن لآفطوط  ( أشرم ) .
السكان حوالي 8 آلاف. 

1 - الماء .
تتوفر أشرم على بحيرة تدعى " الديبيسه " ( بالجبل ) وكانت شركة فرنسية Rasel أو Razel ( رازل )  قد كشفت عن وجود تلك البحيرة بالجبل وتم تركيب مضخة لمياهها وسارت الأمور بشكل طبيعي بحيث لم تعاني الساكنة من أزمة عطش، ولكن حينما تقرر ربط المضخة بالشبكة الكهربائية بدأ الماء ينقطع بمجرد انقطاع الكهرباء التي لا تتوفر إلا بوتيرة ضعيفة وتعاني الساكنة من انقطاعاتها وبالتالي من عدم توفر الماء بسبب ذلك ( منذ سنة 2015 ) .
اليوم يوم الثلاثاء، توفرت المياه لساعة واحدة فقط بسبب مشكل الكهرباء كما سنرى لاحقا .

2 - الكهرباء .
 أشرم رغم كثافتها السكانية وأهميتها مقارنة بالقرى المجاورة، لا تتوفر على مولد كهربائي كما ببعض القرى بمناطق أخرى، فالكهرباء تصلها من الغايرة ( ولاية لعصابه ) والكل على علم بتردي الخدمات العامة بالغايرة هي الأخرى ( سند الضعيف على الضعيف ) فالكهرباء بالغايرة متوفرة ل 12 ساعة فقط باليوم ( في أحسن الأحوال فهي تعاني غالبا من عطب فني أو نفاذ في البنزين ) وتقسم كمية أو طاقة كهربائية بمعدل ساعة لليوم للقرى التي تم ربطها بالغايرة كأشرم ( ولاية تكانت ) التي تتوفر على الكهرباء لنصف ساعة يوميا من السادسة مساء للسادسة والنصف، واليوم الثلاثاء توفرت من الساعة الثانية ظهرا للثانية والنصف تقريبا ... ونحن بالقرن 21  !!

3 - التعليم .
قرى المنطقة لا تتوفر على مدارس والأقسام الموجودة ببعضها بلا معلمين، مما شكل ضغطا على مدرسة أشرم الإبتدائية، والمشكل أن حال البنى التحتية للتعليم بأشرم نفسها في حالة يرثى لها وقد انعكس الأمر سلبا على مستوى الطلاب وتحصيلهم المعرفي .
مدرسة إبتدائية يتيمة تهالكت وتم هدمها على أساس بناء مدرسة جديدة بعد الحصول على تمويل لذلك، ومنذ سنتين لم تنتهي الأشغال فيها المتوقفة غالبا، ولا يتواصل البناء فيها إلا بمناسبة زيارة مسؤول أو ما شابه، وفي السنة الماضية تقرر أن يكون التدريس بثانوية البلدية ب " التناوب " بحيث تكون الأقسام أول النهار لطلاب الإعدادية والثانوية وبعد الظهر لتلامذة الإبتدائية ( 3 ساعات فقط )  كما تم تأجير بعض البيوت كأقسام ، وحتى الثانوية هي الأخرى تعاني من الإهمال الكبير، حيث أنها شبه فارغة من الطاولات والمعدات الضرورية لجو دراسي طبيعي، وبعض الطلاب يجلس أرضا مع أن بعضهم يعاني من أمراض الصدر ويعمل الغبار على مضاعفة مرضه أكثر، مما اضطر بعض الأسر - رغم مواردها المحدودة - إلى الإنتقال للعاصمة لضمان تعليم لأبنائها تتوفر فيه أقل الشروط الضرورية لذلك.
ونسبة النجاح بأشرم في شهادة ختم المرحلة الإعدادية والثانوية صفر  !!! 
فشهادة الباكلوريا لم يجرى لها امتحان ب " ثانوية " أشرم العام الماضي !!!
ويشار هنا إلى أن المدرسة الإبتدائية بلا مدير ( متواجد على الأقل ) منذ العام الماضي !

4 - الصحة .
ساكنة أشرم لا تقل معاناة عن ساكنة قرى الهضبة مع تردي بل غياب الخدمات الصحية ، وهي أيضا " تتعالج " بعاصمة لعصابة كيفة أو نواكشوط رغم قلة ذات اليد وصعوبة السفر على المرضى ، وأشرم وكل القرى التابعة له تتوفر على سيارة إسعاف واحدة غالبا متعطلة أو بلا بنزين وعلى من يحتاج استخدامها من المرضى أخذ بنزينها و" حاجيات سائقها " على حسابه الخاص ! 
في سنة 2013 تم الحصول على تمويل لبناء مركز صحي جديد  على أنقاض القديم ، واستغرق الأمر 7 سنوات ولم يتم فتح المركز الجديد إلا العام الماضي 2020 ولكن وجدت الساكنة أنه مخالف تماما لما كانت تنتظر وتأمل فهو مجرد هيكل اسمنتي لا معدات وأجهزة طبية به تقريبا ، واليوم أغلب غرفه مغلقة ( خاوية ) والغرف المستخدمة ( 2 ) لا أسرة أو معدات كافية بها ، وقد عانى المرضى مؤخرا من غمر الغرف بمياه الأمطار وهم يفترشون الأرض بالغرف مما جعلهم يغادرونها بحثا عن مكان " جاف " حاملين معهم حقنهم ...
وبالمركز ممرض واحد وطبيب عام قيل بأنه غير موجود لأنه سافر لمتابعة دراسته !
 وككل المشاريع بالبلد، نهب التمويل ولم يساءل ويحاسب أي أحد ( لا المسؤول ولا المقاول ) !

* ملاحظات أخيرة .
- شهدت أشرم عدة مرات مظاهرات ضد العطش وانعدام الكهرباء والخدمات الصحية ، منها ما اتسم بعنف واعتقالات في صفوف المتظاهرين ( 2013 و 2020 ) ومازالت الحكومة تغض الطرف وتتصامم عن معاناة ساكنة المنطقة التي تتفاقم يوما بعد يوم .
- الساكنة تعتبر من انتخبتهم تخلوا عنها ولم يبدوا أي إرادة في تغيير حالها الصعب ولا حتى الوقوف على حقيقته ووضع خطة مقترحات ومطالب معها لعرضها على السلطات .

#كامل_التضامن مع ساكنة أشرم .
#موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا..
#الحرية_لشباب_اركيز