طرح جديد ؟!

جمعة, 08/10/2021 - 20:02

الراصد: الآن عرفت السر وراء تعلق (كُورجيكنات) بأهل السياسة في بلادنا.. 
فالظاهر أن السياسيين لديهم أفكار خلاقة في مسائل الزواج، فما كدنا نخرج من اكتشاف النائب السابق الخليل ولد الطيب، حتى دخلنا في اكتشاف جديد للوزير الأسبق و العمدة الحالي لـ"المجرية" المصطفى ولد اعبيد الرحمن الذي دعا فيه بحسب جريدة LE CALAME إلى :
"الزيجات التي تجمع بين مكونات البلد، وتأسيس صندوق دعم للأطفال الذين تُثمرهم هذه الزيجات". وأكد أن تلك الزيجات ستساعد في المزج بين جمع مكونات البلد ، وأن الصندوق سيساعد الأطفال، نتاج الزيجات، في تعليمهم ورعايتهم الصحية.\ انتهى الإقتباس
ــ ــ ــ ــ ــ‘
شخصيا أعرف الوزير السابق و العمدة المصطفى ولد اعبيد الرحمن بحكم الجيرة أولا، أيام كان والدي يخدم في الجيش في مقاطعة المجرية ب (قاعدة انبيكه العسكرية) وثانيا لأننا منحدرين من المجرية، و طوال مسيرته المهنية و السياسية رغم التواضع المعروف عنه، لم أسمعه يوما يتحدث بهذا الشكل في مسائل الفوارق الاجتماعية، بل كان دائما هذا الثوري ذو الميول الشيوعية، يتعاطى مع ساكنة المجرية من موقع الزعيم السياسي (القبلي) و لا أذكر أنه طبق في نفسه أو في وسطه الاجتماعي الأوسع ما يدعو إليه اليوم.
و مع أنني لا أريد شخصنة الموضوع، إلا أنني أطرح سؤالا على أولئك الذين بدأوا يفيقون الآن و يحاولون طمس ماضيهم بدعوات تشبه في جوهرها دعوات (بيرام ولد اعبيد) ،  أين كانوا قبل و بعد المحرقة عندما اتهم بيرام (الزوايا) تحديدا بانهم السبب الأول و الأخير في التراتبية التي يعيشها مجتمعنا اليوم ؟ 

 مسالة الزواج التي أصبحت حديث بعض السياسيين الموريتانيين، ما أظنها إلا مقدمة لصعود محتمل ل(الجنس الثالث) ليلعب دورا جديدا في المجتمعات العربية و الإسلامية. فقد تسبب الفراغ الناجم عن هزيمة تيارات العنف في ما يسمى ب(الربيع العربي) إلى توجه الغرب الإمبريالي لإحياء و تأهيل القوة الناعمة المتمثلة في (أصحاب المعتقدات الشاذة و الجنس الثالث ) و هذه الأخيرة بدأت المنظمات و الحكومات الغربية توليها أهمية خاصة في الفترة الأخيرة كبديل لتيارات العنف الإسلامي، تحت غطاء التعايش و حرية الأديان، و بدأت تغذيها مواقف بعض السياسيين المحليين الذين يرتبطون او يتوقون للإرتباط بلعبة التوازنات الدولية.
و مع أنني لا أتهم ولد اعبيد الرحمن بهذا الأمر، إلا أنني أعتقد أن الكثير من الظواهر التي بدأنا نشاهدها سواء كنا سببا في ظهورها أو توافقت مع أطروحاتنا ، إلا أنها في النهاية تُعتبر ارتداداً لما يحدث في العالم من حولنا.
فقد أصبح العالم قرية و احدة، و أي ظاهرة مثيرة للجدل، إذا أردت أن تعرف من يقف وراءها فتش عن المستفيد منها.