الراصد: في يوم من الأيام صعد المنصور الدوانيقي إلى سطح القصر وأخذ يجول بطرفه ويتفرج حتى وقع نظره على (سقاء) هو جار له يعيش في منتهى الفقر والحاجة فأحضره المنصور وسأله: لم هكذا حالك؟
فأجاب الرجل: أيها الخليفة: إني صاحب عيال وعملي هذا لا يسد حاجتهم فأمر له بألف دينار لكن بعد فوات الأوان، إذ لم يمر على ذلك إلا أياماً حتى صعد المنصور ثانية وأجال ببصره فلم ير أحداً في بيت جاره (السقاء) الذي أكرمه ما عدا امرأة عجوز تعيش وحدها، وعندما استفسر منها أجابت بأن أهل الدار قد ماتوا فقراً منذ أيام.
لا أدري صراحة لم لاينظر الرئيس بعينيه إلى رعيته بدل الآخر ، فالنفس لاترى من الواقع إلا تمثُلها عنه !!
أدركوا شعبكم قبل فوات الأوان