الراصد: تشابه في التزييف، ملمع الأحذية يمنح الحذاء لونا لماحا يُخفي حقيقتَه، تقادُمَ عهده، تمزقَه، تقشرَه، تصلبَ جلدته، حتى تُخيِّل مهارة الملمع لصحابه أنه خلق للنعل جلدا جديدا ناعما، يكاد بريقه يخطف الأبصار، هذه الصورة لا تصمد طويلا لأنها زينة مؤقتة، تظهر جمالا مزيفا، غريبا سريع الرحيل...
المُلَمَّع لهم هم الفقراء البسطاء، المفردون، الذين لا يحلمون بالتعدد، ولا باستبدال نعل بنعل خير منه...
لكن ملمع الأحذية إنسان شريف، يعيش بحرفته، غير مخادع ولا كذاب، حبات عرقه، وجهد ساعده وساما شرف في الكسب الحلال..
أما ملمع الشخصية فمتسول يستوطن أزقة الحقب القبيحة، يزيل نتوء السمنة الزائدة من وجوه البخلاء، ويكنس بلسانه ملوحة العرق المتجمد في تجاعيد بطون "الحوامل" من أشباه الرجال، يموت في كل حرف ينجبه من سفاح رذيلة وملق، وتبصق في عينيه كل عبارة أرادها كرها لصورة كاذبة، هو شحات موائد المتخمين يتلقف ما يتفلون، ويلتقط ما يطرحون.. شدقاه كير يتشقق باستمرار لأنه ينفخ نارا تتمنع على صقل المعادن المغشوشة...
ويبقى الملمَّعون في الإعتام الأبدي، لا نسب لهم في العالين...
من صفحة المبدع تحت الاسم المستعار ذاكو وينه