الراصد : هل سمعتم أن وزيرا في بلادنا استقال، أو اعترف على نفسه بالفشل ؟!
في موريتانيا، يخرج المرء من منزله و هو يحلم بالوزارة، لماذا ؟ لأنها أسرع الطرق للفساد و الفساد يقود إلى الثراء الفاحش، و إذا فشل في التعيين يتحول إلى : تاجر و أول ما يخطر على باله هو تجارة الموت ، إما أن يصبح إرهابيا أو تاجر مخدرات. و إذا فشل في تحقيق هذا الحلم يتحول إلى سياسي منافق أو ثوري فوضوي أو تاجر متعدد المواهب (تيفاي) يتاجر بالدين و المواد الغذائية الفاسدة و السموم بشتى أنواعها و السياسة و القبيلة و الإرهاب.
كم من وزير وقف أمام وسائل الإعلام و خاطب الشعب قائلا :
(حكومتنا ورثت تركة ثقيلة من الفساد و الواقع الذي تشاهدونه نتيجة لتردي الفقر و البطالة و لكنني أؤكد لكم إن شاء الله، أننا سوف نعمل على خلق مليون فرصة عمل للشباب خلال هذا العام و سوف ندعم الرواتب و نرصد 50مليار أوقية لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين)
و بعد فترة سنة ، ثلاث سنوات؛ يحدث العكس، ترتفع الأسعار (100%) أو أكثر
و تزيد نسبة الفقر في الهامش ، و تسوء الأحوال المعيشية، ثم يقول لك الوزير في استعراض بهلواني جديد، يعرف أن الواقع يكذبه: (طبقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية و تنفيذا لبرنامج "أولوياتي" أو "تعهداتي" صرفنا 40 مليار أوقية على مشاريع مدرة للدخل على (الورق)
و وجهنا ببناء طريق مسفلت بتكلفة مقدارها كذا مليار أوقية، ليكتشف الشعب في النهاية أن الطريق المزعوم رحلته (السيول) لله الحمد و أصبح أثرا بعد عين.
و المشاريع المدرة للدخل، التي يتحدث عنها الإعلام الرسمي، هي عبارة عن (دريهمات قليلة) تم توزيعها دون احتساب التكلفة على المواطن و ما وصل منها إلى يد المعني، لا يكفي لدفع إيجار محل صغير لبيع السمك.
تُرى.. متى تنتهي هذه المسرحيات ؟!
متى يدرك وزراؤنا الفاشلون، أن البلدان لا تتقدم بتوزيع الفتات على شعوبها، بل بالخطط الجادة للتنمية و في مقدمتها التوزيع العادل للثروة و مكافحة الفساد ؟!
من ص/ الصحفي و المدون سيدأحمد ابنيجارة