الراصد: دون السيد جميل منصور تحت عنوان "قضاء فوائت"، ففصل في فوائته بين ما "ترك أصلا": مواضيع لم أعلق عليها، وما "بطل بالإخلال بشرط أو ركن": أو كان التعليق عليها عابرا. وفوائت جميل التي وجب قضاؤها إما فروض أو نوافل؛ فهو مالكي التعبد، الله أعلم بأشعريته، يناصب الجند العداء فما بالك ب"الجنيد" !!!
يعتذر السيد جميل عن "تقصيره" خلال "الشهر الماضي" باستفادته من صفحته في تويتر، ومن صفحة كان خصصها للمحتوى الفكري. وبذلك يظهر أن "الفوات" ناتج عن ترتيب أولويات يستنتج منه أن "فوائت" جميل نوافل شغلت عنها فروض من "الفقه السياسي". تشهد لذلك طبيعة الفوائت: الأسعار، الأداء الحكومي، الأثر الانتخابي للمقاطعات المستحدثة، وانقلاب في غرب إفريقيا...
غير أن النوافل لا تقضى إلا في حالتين: صلاة الفجر وتقضى للزوال مطلقا لا بعده، وفوائت جميل انقضى عليها شهر... بقي "إبطال إحدى النوافل الستة عمدا: نافلة الصلاة والصوم والحج والعمرة والطواف والاعتكاف؛ لأنها تلزم بالشروع لعموم قوله تعالى: ولا تبطلوا أعمالكم. فمن أبطلها بلا عذر ارتكب حراما فلزمه الإثم والقضاء." فأي النوافل لزم جميل قضاؤها، وأثم به، في الفقه السياسي؟
تستبعد الصلاة لأن صلاة تواصل لا تقضى إذ تقام بلا طهارة ويدخل فيها بدون إحرام ويخرج منها بلا سلام، وبذلك لم تنعقد أصلا. أما الصوم ففي قضائه فسحة، وجميل من أصحاب الأعذار، والإطعام به أرفق. ولا طواف هذه الأيام بعد أن قطع كوفيد طريق الحجيج. فلم يبق سوى "الاعتكاف" وقد أبطله جميل عمدا حين "خرج على قومه في تدوينته" متصديا "للأحزاب" الثلاثة آخذا الكل بجريرة الواحد؛ "فسعى" بمسعود، و"ظن" بصار الظنون و"جمع" لقادة تواصل...
وفي اجتهادي أن لا قضاء على جميل مطلقا فهو فاقد للطهورين؛ فقد هُجر من صعيد المعارضة، ويجد مشقة نفسية وبدنية في بلوغ طهور الموالاة. وهو صاحب وسواس مستنكح في السياسية. قال في المختصر "ولهى عنه"؛ أي عن قيادة تواصل، وتصدر المشهد السياسي... و"البناء" على التخوم؛ لا يقين الموالاة يتحقق، ولا وسواس المعارضة ينقضي... وإن تكلف القضاء "أجزت الموالاة"، و"أثم بترك المعارضة"، "ولا إشكال".