الراصد : في النهاية ستتغير أشكالنا،وننتفي تدريجيا لكننا قبل ذلك لن ننعم مهما حصل بالعدالة والانصاف في بلدنا،لأن العدالة لاتفرض نفسها والذين يريدونها والحياةَ الكريمة لايمكنهم فرضها بالقوة، ولم يفكروا يوما في ذلك،أما المقتاتون على عدمها فهم المتحكمون ووحدهم من يمكنهم فرضها لكنهم لن يفعلوا اذ لاتخدمهم.
وفي انتظار ذلك سيكبر المحظوظون منا بالبقاء كما تبين الصور،وسيموتون غيظا ألف مرة في اليوم ثم سيتحولون الى لاشيئ تاركين خلفهم ذكريات وعبارات من قبيل "كان طيبا"،أما غير المحظوظين فستأكل أسرة المستشفيات كرامة كل واحد منهم،وربما لن يتحكموا في الغائط ويتألمون كثيرا لشعورهم بأنهم عجزوا وبأنهم عذبوا أولادهم بانهزاميتهم وبأن آخرين هم سبب هذه الابتلاءات،وبأن عدم الثورة أصلا منتهاه الموت بلاكرامة ،ثم أخيرا يحملهم أحبتهم الى حفرة مظلمة، ليرجعوا وكل واحد منهم ينتظر دوره في الاذلال على يد عصابة من أحفاد عاد وثمود وأصحاب الرس..في النهاية نحن نستحقهم كأرباب، اذ خرجوا فقَبّلنا أدبارهم ولم ندك هذه الأصنام الرخيصة التي تتناسل فينا وتتبادل الأدوار.
ان رحلتُ مبكرا، فالله أنعم علي بعدم متابعة التراجيديا السوداء، وان بقيت الى أرذل العمر، فاعلموا بأنني أتألم بعجز كامل عن الصراخ واشعاركم بالحنق والعجز،،ساعتها اسحبوا الستائر وانزعوا المصل الوريدي المزور وأجهزة التنفس الميتة سريريا لأنني أريد الرحيل عن عالمكم القذر،القذر بهم وليس بكم فأنتم بؤساء وطيبون.
أطفئوا المصباح الكفيف من فضلكم..سأنام لأصبح حيث لايوجد الأشرار،وحيث لايعرف دقيناوس وحوافر بغاله وحواسيسه لي سبيلا،هناك حيث عدالة الله الواحد الأحد.