الراصد: من المعلوم أن لكل شعب الحق في المطالبة بالانفصال عن جهة لاتسهر على مصالحه وتنميته، كما أن ممارسة السلطة على أي شعب والتحدث بالنيابة عنه والاستفادة من ثرواته المادية أو البشرية أو الجغرافية، دون العمل على تنميته، يعتبر استغلالا يجب رفضه و الوقوف بوجهه.
من أجل ذلك فإني أطالب بانفصال مقاطعة دار النعيم عن جهة نواكشوط ،وضمها لأقرب ولاية جغرافيا، المهم هنا هو إنصاف هذه المقاطعة التي وقع عليها الظلم والحيف لمجرد خلاف بسيط بيني وبين زميلتي رئيسة جهة نواكشوط، ولن أتحدث هنا عن فحوى هذا الخلاف، بل سأركز على نتيجته، حيث يفترض أن المجلس الجهوي لنواكشوط تم إنشاؤه على غرار باقي جهات الوطن لدعم اللامركزية و تنمية الجهات، ولا يخفى على أحد أن مقاطعة دار النعيم هي إحدى مقاطعات هذه الجهة وأكثرها فقرا وكثافة سكانية وأحوجها للتنمية، وهو مايستوجب تمييزا إيجابيا في التنمية أو على الأقل مساواتها مع غيرها من المقاطعات.
بيد أن السيدة الرئيسة كان لها رأي آخر، مخالف لتوجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى التمييز الإيجابي للطبقات الأكثر هشاشة من المواطنين وللمناطق الأكثر فقرا، وهو ما يخالف أيضا سياسات الحكومة، الهادفة إلى ولوج الفئات المسحوقة إلى الخدمات الأساسية، حيث عملت الرئيسة على حرمان وتغييب المقاطعة من جميع المشاريع التنموية لسبب غريب هو أني مستشار عن المقاطعة، وجدير بالذكر أن جهة نواكشوط قد ورثت عن مجموعةنواكشوط الحضرية بعض المشاريع مثل مشروع تزويد أحياء من العاصمة بالماء والطاقة الشمسية و فك العزلة عن المناطق النائية منها، وكان من المفترض أن يتم التدخل في المقاطعات الأخرى التي لم تستفد من هذه المشاريع، وبدلا من ذلك تم اعتماد منهجية جائرة تقتضي زيادة استفادة مناطق معينة وتنويع المشاريع فيها، والاصرار على تجاهل دار النعيم وتهميشها، مع أني طالبت مرارا بإعطاء المقاطعة نصيبا من هذه المشاريع، وتابعتها مع اللجان المكلفة بها، واصطحبت الفنيين المكلفين بالدراسات والتقييم، إلى المناطق التى تحتاج إلى إنارة عمومية بالطاقة الشمسية والأماكن التي لا تتوفر فيها شبكة المياه وحددنا الأولويات وسجلنا الإحداثيات ؛وها قد أشرفت مأمورية الجهة على النهاية دون أن يتم تنفيذ أي مشروع تنموي بدار النعيم، لم تكن دار النعيم وحدها هي المتضررة من هذه الخلافات، فقد تم حرمان شباب نواكشوط أيضا من تنظيم أي نشاط أو بطولة خلال هذه الأعوام الثلاثة الماضية لسبب آخر هو رئاسي للجنة الشباب والرياضة في المجلس الجهوي، مع العلم أن الجهة تصرف سنويا المليارات على بعض الحفلات الكرنفالية والخرجات الاستعراضية والاتفاقيات البهلوانية، التي كان يكفي تخصيص مبلغ 5% منها لإحداث تنمية نوعية في دار النعيم وتنظيم عشرات البطولات والمسابقات والأنشطة الشبابية والرياضية ولكن.....؟!!!
فخامة الرئيس دار النعيم تناشدكم أن تنصفوها أو تفصلوها.