الراصد: في أحد مكاتب الجمهورية، دخلت علي شخصية سياسية وإدارية وطلبت مني المساعدة في "تسهيل" رحلة لها إلى الخارج لزيارة ابنها الطالب في دولة أجنبية. ودون أن أسألها ورغم مشاغلي، شرحت لي "الشخصية" (بإسهاب) أن ابنها فائق الذكاء وأنه يواجه صعوبات في التأقلم في بلد إقامته ؛ عزفت ل-"الشخصية" على وتيرة المجاملة، فقلت له (ا) إن العباقرة معروفون بضعفهم في مجال "الذكاء الاجتماعي"، لأن لديهم أمورا مهمة أخرى تشغل كل تركيزهم ووقتهم...
لقد قمت بما في وسعي لمساعدة "الشخصية" في سفرها المزمع.
فترة بعد ذلك، زارتني من جديد، وبعد السلام، ارتأيت أن أجاملها بالسؤال عن أحوال ابنها العبقري، فقصت علي تفاصيل الرحلة، مبدية تذمرا كبيرا من معاملة أساتذة ابنها لها. فقد رفضوا في البداية إطلاعها على الملف التربوي لابنها، فألحت عليهم بشدة حتى قبلوا تسليمها الملف المذكور. ثم واصلت "الشخصية" القصة، وهي تضحك، قائلة بالحرف الواحد : "وذ هوم كاتبين اعْلِيه كلمه من اكلامكم انتوم الگرايه، "شيتر" "... لم أضحك بل حزنت كثيرا لأن "الشخصية" لا تعرف -مع الأسف- أن "شيتر" نطق مفرنس لكلمة “cheater” الإنجليزية أي "غشاش"، وأن قصته (ا) ألحقت ضررا غير قابل للجبر بسمعة هذا البلد وأهله...
(يتواصل إن شاء الله)