الراصد: ما من أحد منكم جميعا كان منصفا، ولا موضوعيا، في التعامل مع ما بدر من الزعيم مسعود ولد بلخير، فليس معقولا ولا منطقيا أن لا يكون فيكم رجل واحد رشيد.
ليس مقبولا أن تكابروا، وترفضوا الواقع كما هو، ليس مقبولا مطلقا أن تواصلوا في النكران والاستنكار، والخوف من مواجهة الحقيقة.
ليس منطقيا أبدا، وهنا، لن أستشيركم ولا أستأذنكم في ضرب الطاولة بقوة، كما فعل الزعيم مسعود، حتى تنتبهوا، وتفهموا وتعوا ما يريد أن يخبركم به هذا الشيخ الثمانيني، الذي لولا أنكم تكابرون لرفعتم قبعاتكم المغبرة وطأطأتم رؤوسكم له احتراما وتقديرا.
كيف تجرأتم على مجابهته، وهو الذي يعرف أكثر منكم، ويفهم أكثر منكم، ويمتلك من التجربة ما لم تمتلكوا، وله من الرصيد السياسي، والأخلاقي اكثر من هذا الذي تتشدقون به، وتنافحون عنه، وتذودون عن الحمى التي اغتصب، والميدان الذي استحوذ عليه دون وجه حق.
كيف لي أن أستسيغ من عاقل، ذكي، نير، فاهم وواعي لما يجري، ولما نحن فيه اليوم، ألا يقول، الحق أنطق مسعود وأخرس الرئيس، نعم الحق أنطق الشيخ الهرم، الذي تصفونه بالخرف، وتضحكون بالقول هذا مجنون، هذا مسه مس من الشياطين، هذا فاته كل شيء، هذا لم يعد يدرك الحقائق، لم يعد يعي ما يقول، هذا باعه الإسلاميون، باعه الساسة، وخدعوه، وتلاعبوا به.
أولا، والحق ما شهد به الخصوم، حتى لا أٌقول الأعداء، ليس هناك من يستطيع أن يزايد على التواصليين في الانضباط واحترام الشركاء والحلفاء السياسيين. وهذه شهادة لهم فقد أثبتوا ذلك دائما. رغم المآخذ التي لي عليهم.
ثم ومن باب الوضوح في الرؤية، أيكم يستطيع أن يكابر بأن مسعود قال الحقيقة المرة، لهذا النظام النائم، المضحك المبكي، هذا الهجين.
كيف لتلك الأحزاب أن تقبل الجلوس على طاولة واحدة مع المحامي ولد لمات القادم من التكتل، مع ولد محمد الأمين في آن واحد ومكان واحد، وتنتظر من النظام أن يقدم شيء.
صدق مسعود، نظام ولد الغزواني ليس سويا، ولا ينتظر منه شيء، وصدق أكثر حين قال إنه نظام فاسد، نظام محسوبية، وجهوية، وقبلية، نظام ركود، وانبطاح، نظام تراجع، وانتكاسة، على الصٌعٌدِ كلها.
لماذا لم يصدر حزب الحاكم بيانا يرد فيه على مسعود لو أنه كان مخطئا، لو أن تشخيصه كانت به ثغرات؟
لا يستطيع، ولن يفعل، فلا هو حزب بمعنى الكلمة، ولا هو جناح سياسي لنظام منسجم، متجانس حتى يكون الرد سريعا وقاضيا.
إن سذاجة حزب الحاكم، وقادته، وسذاجة الرئيس ومحيطه وصٌناع القرار من حوله، أو بالأحرى موجهي قراراته، تلك السذاجة أصبحت واقعا معاشا، يعرفه المواطن العادي، حتى الاطفال أصبحوا يعرفون الأمر.
لماذا يعتقد ولد الغزواني أنه يمكنه أن يفكك المعارضة ويشغل بعضها ببعض ليخلوا له الجو؟
لماذا يتصور ولد الغزواني، أن المعارضة التي سبقته إلى عالم السياسة بأربعين إلى ستين عاما، يمكن أن تواصل تقديم الهدايا دون مقابل سياسي حقيقي؟
واصلوا وستعلمون أن مسعود أكثر اطلاعا منكم، وأن ما قاله كان صحيحا، وأن الاغلبية لا وجود لها، وان المهادنة ضرب من الخيال، وهدية يستعصي استساغة تقديمها في هذا الظرف من طرف معارضة مهمشة، تقدم الهدية لنظام هش، حتى يتشبث ببريق أمل في النجاة من المعارك التي أقحم فيها نفسه.
خالص الود ......