الراصد: في بداية مقالي أود ان اوضح للقارئ الكريم ماهو الفساد واقسامه اولا الفساد السياسي وهو إساءة استخدام المنصب او الموارد لغايات شخصية حيث يمتلك الشخص دافعاً فطرياً للتملك، فيرجع سبب الفساد أحياناً إلى رغبة المسؤول المطلقة في المال والسلطة، دون وضع اعتبارات للحدود الأخلاقية وانخفاض الحس الوطني والأخلاقي اما الفساد الاقتصادي يعتبر ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تواجه البلدان ، فانتشار الفساد له تأثير كبير على الأداء الحكومي والاقتصاد وتأثيره كبير على عملية البناء والتنمية الاقتصادية ، فالفساد يشل حركة التنمية الشاملة ، وقد ينتج عنه أزمات اقتصادية على المدى البعيد ، اما الفساد الأخلاقي هو البعد والتخلي عن الأخلاق القويمة والقيم الفاضلة،حيث طغت المادة على النفوس وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة في كثير من الأحيان، وأصيبت الأمة بشلل عضوي في أجهزتها الخلقية وملكاتها النفسية ،وهو من أخطر الأمور، وإذا تفشى فساد الأخلاق في مجتمع فأبشر بخرابه ولو بعد حين. وقد صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهناك ايضا الفساد الوظيفي وهو جريمة انتهاك الواجبات الوظيفية وممارستها الخاطئة من خلال استعمال السلطة و الوظيفة العامة وتسخيرها لقاء مصالح ومنافع تتعلق بفرد أو بجماعة ، يتمثل هذا الشكل من أشكال الفساد بالمحسوبية التي تمنح حقًا لموظف إلى موظف آخر لا يستحق، كتعيين الأقارب والأصهار في وظائف لا يستحقونها، بالإضافة إلى استغلال الوظيفة والمنصب بشكلٍ غير مشروع
أرى أن من بين الحلول الناجعة لمكافحة الفساد هي :
- 1 يجب على كل أفراد المجتمع محاربته بشتّى السّبل والأشكال، عن طريق الالتزام الدّيني والأخلاقي والوطني والإنساني
- 2 إنزال أقصى العقوبات على مخالفيه
- 3 سنّ نظام تشريعي شّفاف مضادّ للفساد
- 4 التوعية المجتمعيّة لهذه الظّاهرة الخطيرة
- 5 تخصيص مكافئة ماليّة لمن يقوم بالتّبليغ عن حالات الفساد في الدّوائر الحكوميّة
- 6 خلق فرص عمل مناسبة للمواطنين، من خلال إيجاد كادر وظيفي مناسب لكل فئةٍ من فئات المجتمع، وذلك لتحسين الظّروف المعيشيّة للفرد، والمجتمع، والبلد. عقد ندواتٍ دينيّة وتوعويّة في الدّوائر الحكوميّة، والمدارس، والجامعات، والقنوات المرئيّة والمسموعة للتّخلص من الفساد ، تطوير الإبداع وتنميته لدى الموظّفين، ومكافئتهم عليه.
- 7 تعيين القيادات الشّابة النّشطة، المؤمنة بالتّطوير والتغيّر، ذات الكفاءة والمؤهّل والخبرة العلميّة في مجال العمل
- 8 وضع الشّخص المناسب في المكان المناسب
علينا ان نقف امامه والتصدي له فالفساد ظاهرة اجتماعية معقدة تمس جميع البلدان وتعيق سيادة القانون و يقوِّض أركان المؤسسات الديمقراطية ويضعف الاقتصاد ويساهم في زعزعة الأمن والسكينة ، ولا أجد ما أختم به مقالي أفضل من قول تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها»، وكما بين سبحانه أنه لا يحب الفساد ولا المفسدين، يقول عز وجل: «والله لا يحب الفساد»، ويقول سبحانه: «إن الله لا يحب المفسدين» صدق الله العظيم
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)