الراصد: من المحزن ان ترى هذه النخب التي صدعتنا بالمعارضة و دعوات الإصلاح و التي استطاعت بأساليب لا يتقنها إلا "الميكافيليون" أن تنفث إلى كل التشكيلات السياسية في البلاد و أن تسيطر على الحياة العامة بالرغم من تناقض أطروحاتها و زيف وعودها و شعاراتها؛ أن ترى هذه النخب "المدورة" و الفاقدة لكل قيم الرجولة و الشرف هي التي تقرر لوحدها مستقبل البلاد.
فهي التي تقرر إذا أرادت، أن تدخل البلاد في الفوضى، كلما سلبت امتيازاتها، و هي التي تقرر متى ما شاءت أن يموت الناس جوعا للحفاظ على مصالحها الإقتصادية و المالية.
و هي التي تتعاطى مع الإرهاب و الجريمة العابرة للحدود، متى ما أحست بأن نظام الحكم لا يخضع لطوع إرادتها.
هذه النخب "المتلونة" التي تخدع الناس بالشعارات البراقة الزائفة و لكنها لا تؤمن إلا بالمناصب و الإمتيازات.
هذه النخب التي مقياس الدفاع لديها عن الوطن، هو ما تجنيه من رشوة سياسية و ليس ما تبذله من جهود و تضحيات في سبيل الشعب و الوطن.
وزراء و مثقفون و سياسيون، نعرفهم باسمائهم يتداورون على مراكز القرار دون غيرهم، و نعرفهم يوم كانوا في المعارضة و حين أصبحوا في السلطة.
و نعرفهم يتسكعون بين المعارضة و السلطة.
و مع ذلك يستمرون و يبررون و يتناسلون و يفرحون لأننا شعب مغفل !!