حينما تسري ألسنة اللّهب في الهشيم فلا منطقة آمنة ولا جبل يعصم من الغرق في جحيم الانتقام المتبادل وعلى الذين يستطيعون ـ إلى حين ــ إطفاء الفتيل قبل أن يخرج الحريق عن السيطرة أن يتدخلوا فلا احد مستعد أن تعلق عليه إخفاقات الجمهورية التي ولدت بتشوهات خلْقية وخُلقية عميقة ظلت مهملة إلى أن اتحدت فرصة العولمة مع إرادة إتاحة التغيير والسكوت عن زفراته المتصاعدة حتى لا ينفجر، فالهيكل الذي يحتضن الضحية والجلاد والمقصي والمهمش ، فيه من مواطن الضعف ما ينذر دائما بالانفجار وقد مكنت حكمة سائسه الأخير من مسايرة وضعه وحماية مناطقه الهشة من خلال إشعارهم أنهم في صلب اهتمامات القرار وقد تكون تلك الرسائل قرئت بخوف كبير في قاعات أصحاب النفوذ الأزلي المفروض دون مبررات ودون استحقاق يزكيه الواقع ، وقد تكون ردة فعلهم ظلت خفية ضد تيار التغيير الجارف فهم لا يطيقون مزاحمة الواصلين من أبناء الجمهورية بعد رحلة عناء شاقة كلفت الجهد والشرف والكرامة والدم والمال والآمال ، وحينما توقف القطار في إحدى محطاته وقرر قائده تسليم مهمة مواصلة الرحلة لأحد اقرب رفاقه ، برزوا للعلن كأنهم ولدوا من جديد من أنابيب اختلطت فيها النُّطف لكن ما لم يدركوه أن الكل أصبح بمقدوره الاطّلاع الدقيق على محاولة البعث العبثي ، قبل البعث يوم الميعاد ، فمسحوق التجميل لم يعد فعّالا و الخصم امتلك فعلا حق الاطّلاع عن كثب على ارشيف الجمهورية وعلى مساهمات الكل ، وحمله لم يكلف الا ضغطة زر لتنام حكايات الجمهورية المظلمة والمضيئة داخل قرص بحم بصمة شاهد .
وحتى لا يغتر الخارجون على العرف والتقليد وحتى لا يستمروا في رمي سنانير صيدهم على ضفاف العشرية المثيرة واضعين طعما طريا من اجساد رفاق لهم احتكت اكتافهم في خندق واحد أَمِن فيه الصديق مكر صديقه و انتفخت صدور المرابطين داخله وهم يرددون نشيد الجمهورية الجديد والعلم المضمخ بدم الشهداء يرفرف طربا على لحن النشيد ومقل القائد ترقرقها دموع التصالح مع الذات والشعور بنجاح اول تصحيح دون ان يتهم الخلف او يحقق في الملفات السوداء للسلف على كثرتها وحتى لا تتسع الحفرة ويهوي فيها الجميع ، رجاء وجهوا جهدكم نحو اسباب التخلف والجوع والحرمان ولتثبتوا للجميع انكم فعلا قادة رأي الجمهورية الباحثة عن مكان يسعها بين مصاف الأمم والتكن حربنا على الفساد شاملة وغير محددة بزمان فالفساد حيث ماكان مرفوض وانى يكون ، وتحديد ملفات بعينها دون اخرى يعتبر محاولة استهداف مباشرة وملفات العشرية حسب احد الحاسبين العارفين ما تم استهدافه منها ضئيل جدا ، فإن تمكن أصحاب الضمائر من تحديد كم الخسارة الواقعة والمحتملة مقابل كم الربح فليعودوا إلى ثكناتهم سالمين وان قرروا الاصطياف على شواطئ العشرية فليحذروا من موجات اتسونامي تنبأت بها مصالح رصد الجمهورية .
من ص/ الصحفي و المدون ذ: سيدي محمد سالم عيلال