الراصد: تعد التنمية البشرية و رأس المال البشري أهم ركائز التنمية في العالم،
و من أهم معوقات التنمية البشرية زواج القاصرات.
فما هو زو اج القاصرات؟
وماهي آثاره الصحية، و النفسية، و الاجتماعية، والاقتصادية؟
زواج القاصرات، عادة من العادات المتجذرة في المجتمعات البدوية، و يعتبر في بعضها مفخرة للفتيات و دلالة على حظوتهن.
يعرف بأنه الزواج الذي يكون فيه عمر الفتاة دون سن البلوغ.
له أضرار كبيرة و خطيرة : صحية و نفسية ، اجتماعية و اقتصادية ، على الفتاة خاصة و الأسرة و المجتمع عامة.
يعرض الفتاة صحيا و نفسيا ، لمخاطر عدة (كالولادة) القيصرية ، الاجهاض المتكرر، المخاض الباكر، فقر الدم، نزيف المهبل، ترهل الجسم، الشيخوخة الباكرة، الإكتئاب، القلق ، العصبية، و الإزدواجية.
لا يسلم المواليد أيضا من خطر المرض أو الإعاقة و أحيانا الوفاة.
اجتماعيا واقتصاديا تقف عدة أمور حجرة عثرة أمام تطبيق القانون لحماية الفتاة من التزويج خارج السن القانونية وذلك لعدة أسباب من بينها : انعدام التجربة والتعليم الغير مكتمل أو المتعثر، وجود سلطة اجتماعية على الفتاة تجعلها الحلقة الاضعف الشيء الذي يكرس خضوعها وسكوتها كضحية وعدم وعيها بضرورة التبليغ عن حالتها الشيء الذي يجعلها اجتماعيا تخضع للأمر الواقع وتكون شريكة في جريمة سيكون ضحيتها إلى جانبها أطفال سيفتقدون للرعاية اللازمة بسبب انعدام الشعور بالمسؤولية لدى الأم القاصر أصلا!
لكل ذلك يحارب العالم اليوم، هذه العادة ، و يجند لها الهيئات و المنظمات و المواثيق الدولية.
نحن في موريتانيا لم نسكت عن هذه العادة السائدة في مجتمعنا، فقد حددت المادة 6 من مدونة الأحوال الشخصية الموريتانية
سنا مناسبا للأهلية للزواج هي ثماني عشرة (18) سنة.
رغم ذلك مازالت تطالعك من حين لآخر حالات زواج من هذا النوع، خاصة في المناطق النائية، و تسجل أحيانا حالات في المدن تتراوح من ٣% في انواذيبو و انواكشوط و ما يفوق ٥٠% في غيرهما من المدن و الأرياف الموريتانية.
و أرى أنه من أهم طرق المعالجة لهذه الظاهرة في الوقت الحالي
هو نشر الوعي حول خطورة
هذه الظاهرة أفقيا وعموديا داخل المجتمع
و القيام بحملات تعبئة وتوعية للحد من هذه الظاهرة واستخدام المنابر الإعلامية و الدينية
و نشر الوعي الصحي بها
خاصة في الأرياف و المناطق النائية التي تمارس الظاهرة فيها كموروث اجتماعي تقليدي
لدى بعض المجموعات.