الراصد : رغم أن كثيرا من الخبراء ينفون وجود الأرز البلاستيكي ‘plastic rice’، ورغم تضارب الأخبار حول وجوده وتضارب نتائج التحقيقات التي أجريت في فيتنام والصين وتايلاند وسنغافورة وأندونيسيا ونيجيريا.
وما شاع عن حليب الأطفال الصيني المغشوش بمادة الميلامين لتضليل النتائج المعملية لتقدير البروتين في الحليب.
وما يقال عن البيض الصيني المزيف من بودرة من مادة الميلامين وكلوريد الكالسيوم الذى يكوّن صفار البيض.
وما شاع عن إضافة ملونات ضارة للشاي الصيني الأخضر المعبأ في العلب، وتلوينه بمواد مثل:
Ponceau 4R, Carmosine, Tartrazine and Sunset Yellow
ومواد أخرى لإضافة لون محبب أو بريق للمنتج.
رغم كل هذه الشائعات وقيام القوم فيها بين مصدق ومكذب، فإن مما لا جدال فيه أن بعض تجارنا لايتورعون عن استيرد المواد المزورة الخطرة، وعلى رأسها الأدوية.
قالوا عن ورع أحدهم:
حاول ألا يبتلع نقطة ماء أثناء الوضوء في رمضان، وبلع حصة أخته من الميراث، ومترين من أرض الجيران، وأمتارا من الشارع العام، وجلب الأدوية المزورة من الصين دون أن يرقب في مؤمن إلًا ولا ذمة.
قيل عن أحدهم إن الصينيين سألوه هل يريد أن يصنعوا له “براسيتامول” من “فارين” أو “ابلاتر” وهوأرخص منه، فقال شفقة عن مواطنيه:
امگاصير لعمر اصّ كافيهم “فارين”.
وعرف أحدهم بالتزوير وكان له صاحب اتصل به ذات ضحوة وهو قادم من لگوارب فسأله أين وصلت فقال له: عند ترتلاس
فقال له “زوّرني”
ففطن لما يلمح له فقال له على البديهة: خايفك ما اتگومْ لِ.
ذات عمل خيري بلع أحد الدخن تمويل عدة مساجد، وحين علم الخليجي بالأمر حزن حزنا شديدا وحين سئل عن سبب حزنه وهو الرجل الغني؟!
قال: لم أحزن للمال فالأجر ثابت لي إن شاء الله لأنني أعطيت المال بنية صادقة، لكن سبب حزني هو صدمتي من فعل هذا الموريتاني فقد بلغنا من الثقة فيه أن نساءنا لم تكن تختمر في حضوره لفرط الثقة في ورعه ودينه فلم يكن يرفع نظره عن الأرض،” لمطوّعْ حريمنا ماكانو يتغشون عنو”!
خليجي آخر أبرق وأرعد حين رأى صورة دكان صغير تصاقبه منارة كتب على الدكان محظرة وعلى المنارة مسجد، فلعّن علي المطوع وأبيه، فقد أخذ ماله لبناء مجمع يحوي جامعا ومحظرة وسكنا للطلاب وبئرا إرتوازية للسبيل.
حاول أحد القضاة تهدئته، وقال له قال رسول الله ﷺ : “مَن بَنَى لله مسجدا و لَو كَمِفْحَصِ قَطاة أو أصغَر بنَى الله لهُ بَيتا في الجنة”
فاستشاط غضبا وقال” أنا أبيهْ يبنيلي يَامِعْ ما أبي بيتْ گطو”
كان أحدهم يقطر ورعا ويلبس شعار التقوى وكان يصلي مع الإمام بداه ولد البصيري برد الله مضجعه، ذات مرة قدّم الرجل مائة ألف أوقية للإمام بداه، وكانت حينها مبلغا معتبرا، على أنها هدية له ولطلاب المحظرة.
بعد أيام جاء الرجل مع أخيه وطلبا من الإمام بداه تزكية حكم يتعلق بحرمان أخت لهما من الميراث، وقدما قصة بان فيها التضعضع لم تقنع الإمام بل تبين له زيفها.
كان يستمع لهما دون أن يتكلم، ولما أكملا، نادي الإمام الأكبر على أحد تلامذته قائلا ” افلان جيب ل كبفوري ذاك (وهو خزانة صغيرة من الفولاذ).
جاء التلميذ بالكبفور، أدار بداه المفتاح وفتح الخزانة وأخرج رزمة المال المربوطة بسلك بلاستيكي، وسلمها للرجل قائلا هذا مالك، ويعلم الله أنه مازال مطويا كما تسلمته منك لم ينقص ولم يزد.
استلم الرجل ماله وخرج صاغرا خجلا مع أخيه.
كامل الزيف