في مقال سابق عن متاهات المصلحة والوطنية خلصنا الي إشكال هل نحن مستعدون؟ولكن وماطبيعة ذلك الاستعداد؟
والاجابة علي كل هذه الاستشكالات يجب أن ننطلق من مسلمات وهل نرضخ لها ام ستطغى دائما تلك الأنا المقصية الأنانية والتي ستشتري كل بضائع الشيطان وتروجها في سوق الكراهية والخلاصة كما نشاهدها.
هل نحن مستعدين؟ لنكون بشرا من آدم وحواء ؟ هل هناك بشر له ضمير والآخر لا؟ هل نحن حيوانات نحتكم لقانون الغريزة في تقرير من يكون الضحية ومن يكون المفترس؟هل نعيش علي عقلية القطيع؟
مستحيل في بلد هو حلقة وصل افريقيا جنوبها بشمالها حاملا شعار دينها الإسلام أن يكون مثقفوه يميلون لمنطق عمى الألوان، لمنطق أنا والآخر ليس مني بمكان!
اذا كنا مستعدين يجب أن نتحرر وهنا اخاطب المثقف الموريتاني والثقافة كما قيل هي ماتجعلك تحصر كل السلبيات وترميها وتاخذ الايجابي وتنميه .
ولعله اذا كنا مستعدين ان تكون هناك دلائل وامارات و من دلائلها التحرر من التعصب: النقد الذاتي، وهو أمر أوسع من مجرد الاعتراف بالخطأ.. إنه مراجعة واعية قاصدة للذات.. مراجعة دقيقة مع النفس على وعي وبصيرة، وكشف مجهري لأخطائها وعيوبها، ما كان منها عن غفلة، وما كان منها عن قصد وعَمْد.
التعصب هو الذي يولد العنصرية فللعنصرية والعصبية والقبلية آثار وأضرار جسيمة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، فالشخص الذي يتعصب لقبيلة أو حزب أو جماعة أو فئة أو عائلة لا شك أنه يطلق ولاءه ونصرته وهمته وحياته لمن يتعصب له، ثم يطلق عداءه وبغضه وكرهه للطرف الآخر، ولا شك أن ذلك يولد العنف والاقتتال والفوضى نعم الفوضى.
هذه الفوضى هي التي قتلت الرأي الوطني واصبحنا لقمة سائغة لكل من دبّ وهب لأننا إن لم نكن عنصريين فقد أصبحنا مميزّين .
متي تجمعنا موريتانيا؟ومتى نتوحد لنبنيها وندع عنا تصفيقات الآخرين ولتكون لنا رؤية خالصة.