إنهم فتية آمنوا بوجوب تحمل مسؤولية عدم الرضوخ وقبول الأمر الواقع المزري الذي أدخلت المافيا السياسية العسكرية في دوامته البلد ، ونذروا وقتهم وجهدهم وحتى إمكانياتهم المتواضعة للدفاع عن المواطن المستباح عرضه وكرامته وحقه وثروات بلده .... فتية لم ياووا للكهف .... فتجدهم في وقفات الطلاب ( على اختلافها ) يؤازرونهم ميدانيا ويصدرون البيان تلو الآخر حول مظالمهم ، ستجدونهم في قرية تفيريت يشدون عضدها في قضيتها العادلة ، ستجدهم في السجون يزورون المعتقلين ( المدونين والطلاب مؤخرا ) يطمئنونهم على أنهم ليسوا نسبا منسيا ويتواصلوا مع المحامين والمنظمات الحقوقية في أمرهم ، ستجدونهم ينظمون وقفة احتجاجية أمام مقر " لجنة ولد بوحبيني " للتنديد بصمتها المنكر والمشبوه عن جريمة ازويرات البشعة التي ارتكبتها السلطات بحق شباب مسالم ، ستجدونهم يزورون كل أصحاب المظالم ومحاولة عمل شيء ما واقعيا لرفع الظلم عنهم أو التخفيف من معاناتهم على الأقل ، ستجدونهم ..... رغم ضعف إمكانياتهم يقومون بمساعدة المحتاجين وسقاية من تركوا " على قارعة الطريق " .
حقيقة ، ما يقوم به الشاب Yacoub Ahmed Lemrabet ورفاقه في حركة كفاية من نصرة للمظلوم وسقاية للفقراء في الأحياء الشعبية يبقي على أمل في خروج البلد يوما ما من دوامة حكم المافيا الحاكمة منذ عقود بنسختيها الأولى والثانية ( اللجنة العسكرية والمجلس الأعلى للدولة ) ، رغم أن جيل " الكادحين الجدد " الصاعد هذا سيجد نفسه يوما ما في مواجهة وجها لوجه مع جيل صاعد آخر ( موازي له ) من أبناء المافيا السياسية العسكرية الحاكمة يتم إعداده منذ سنوات لخلافة جيل الفاسدين نهبة المال العام الظلمة ، وقد تم توظيف الكثير منهم خلال السنوات الأخيرة ( دونما مشاركة في مسابقة ولا حتى التوفر على شروط الوظيفة ) خاصة في قطاعي الأمن والمالية ! ... وإن تحققت سياسة نقل وتوريث الحكم من جيل فاسد ظالم للجيل الصاعد من أبنائه ، فتيه البلد والمجتمع سيمتد ل 40 سنة أخرى على الأقل ، فقد تتواصل سياسة التوريث .
أرفع قبعتي وأنحني لهؤلاء الشباب ، وكلي أمل ان يكونوا مثالا يحتذى لشباب الجيل الصاعد .
الله ايبارك فيهم وايجازيهم بالخير وايكثر من امثالهم اويحفظهم .