في الحكايات الشعبية، يقولون إن طفلا ثامن اخواته، محبوبا ومدللا لحاجة أسرته إليه، وحاجة اخواته خصوصا، وأنهن من اللائي لا يخففن حاجة الأسرة، ولو لطفل مغرور ... لم يعدم الطفل المغرور من العقل ما يشعره بذلك، فكان لا يفتأ يردد على مسامع أبويه: (حبوني ولل أنعود طفله) ...
بعض ذلك يحدث بشكل أو بآخر مع جميل وقادة حزب تواصل السبعة، وبقية القيادة يحاولون جاهدين ثني جميل، مرة عن رفاق غادروا، ومرة عن خلوات القصر الرمادي في جنح الظلام، و جميل يدرك ذلك لكنه بلغ حد التشبع رغم الحرج ...
يحصل هذا في وقت بدأ فيه الاخوان في الانحدار من اوجه في صيف الدمار العربي الذي قادوه مع الأحلاف العسكرية الامبريالية، وفي وقت جفت فيه مناع التمويل في التنظيم الدولي للاخوان وفي التنظيمات الإقليمية، فبدا التصدع واضحا والخلاف يتنامى مع تنامي الحاجات الخصوصية للأفراد وانتهاء العمر الافتراضي لصمت المتناقضات القبلية والجهوية والشرائحية التي يضمها خليط (تواصل) غير المتجانس وغير المتفاعل، وعليه يبدأ العد التنازلي للحظة الانفجار أو الانصهار او حتى التخامد والاضمحلال ...